في ذكرى ميلادها الـ71 التي توافق 5 نوفمبر 1953، نتذكر الفنانة الكبيرة الراحلة معالي زايد، التي خلّدت اسمها بين أبرز نجمات السينما المصرية والعربية تركت معالي زايد أثرًا لا يُنسى من خلال أدوارها التي أسرت قلوب الجماهير وخلدت مكانتها كرمز من رموز الدراما والسينما، إذ كانت تختار أدوارها بعناية فائقة، رافضة أي عمل لا يتوافق مع قناعاتها الفنية
معاناة الراحلة مع المرض وآخر اللحظات
كشفت مهجة زايد، شقيقة معالي،عن تفاصيل الأيام الأخيرة للفنانة الراحلة، خلال جنازتها، أوضحت مهجة أن معالي عرفت حقيقة مرضها قبل أسبوع واحد من وفاتها، بعد أن شعرت بآلام حادة في الصدر أثناء احتفالات عيد الأضحى، وبعد عرضها على الأطباء، تأكدت إصابتها بسرطان الرئة، وبسبب سرعة انتشار المرض، أدخلت معالي مستشفى السلام، حيث لازمتها شقيقتها وشقيقها حتى آخر لحظة
روت مهجة عن شقيقتها الراحلة قائلةً: "معالي كانت تعرف أن نهايتها قريبة، وكانت تردد بفرح أنها ستلتقي بوالدتها"، مضيفة:"أصعب لحظة مررت بها كانت عندما زرتها قبل وفاتها بقليل، وقد توقفت أجهزتها عن العمل".
اختيار دقيق للأدوار وحلم لم يتحقق
معالي زايد كانت تختار أدوارها بعناية بالغة، وتسعى لتقديم شخصيات تترك أثرًا عميقًا لدى الجمهور، حلمت بتجسيد شخصية رائدة العمل النسائي، السيدة هدى شعراوي، إلا أن الحلم لم يتحقق.
اشتهرت معالي بتفانيها في عملها وعلاقاتها الطيبة مع زملائها، وكانت تعتبر أبناء إخوتها بمثابة أبنائها، مشيرة إلى أنهم "أغلى شيء عندها"
شغفها بالفن التشكيلي: رسامة في قلب ممثلة
لم تكن معالي زايد فنانة فقط على الشاشة، بل كانت كذلك في عالم الفن التشكيلي، درست الفن التشكيلي قبل التحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وظلت تمارس الرسم بجانب التمثيل طوال حياتها، كانت تخصص وقتًا للرسم في منزلها، وتقوم برسم البورتريهات والمشاهد الطبيعية المستوحاة من الحياة المصرية، بعد وفاتها، نُفذت وصيتها بإقامة معرض فني ضمّ أعمالها الفنية
المعرض التشكيلي الذي أُقيم بعد رحيلها عام 2016 ضم نحو 22 لوحة من إبداعها، حضر افتتاحه رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الدكتور خالد سرور، عرضت اللوحات جوانب مختلفة من الحياة المصرية، حيث تجسدت فيها خصوصيات ثقافية وجمالية مصرية فريدة، وتميزت أعمالها بجماليات اللقطات وزوايا الرؤية التي نقلت للجمهور تجربة بصرية متكاملة
إرث فني خالد
تركت معالي زايد إرثا فنيا متنوع يجمع بين الأداء التمثيلي المميز والإبداع التشكيلي، لتظل في قلوب جمهورها رمزًا للإبداع والتميز، كما برعت معالي في نقل مشاعر شخصياتها بصدق، بينما حافظت على شغفها بالفن التشكيلي حتى آخر أيامها، حيث قدّمت للجمهور لوحات تنطق بالجمال والعمق الفني.