يترقب المستثمرون والسياسيون على حد سواء، نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجرى اليوم، كونها مؤثرة في مستقبل الشركات الكبرى، وخاصة المتخصصة بالتكنولوجيا والابتكار، إلا أن رجل واحد تعبتر النتيجة مؤثرة بالنسبة له أكثر من غيره، وهو الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا وسبيس إكس، الذي أعلن مواقف حادة تجاه نائب الرئيس كامالا هاريس، التي يعتبرها خصمًا محتملًا قد يؤثر على أعماله في حال فوزها بالرئاسة.
على الرغم من ارتباط اسم إدارات الحزب الديمقراطي بدعم التقنيات الصديقة للبيئة وتشجيعها للسيارات الكهربائية، إلا أن ماسك أعرب علنًا عن مخاوفه من تأثير فوز هاريس على استثماراته، حيث صرّح مؤخرًا بأن إدارتها قد تسعى للانتقام من خصومها السياسيين، وهو ما يراه ماسك تهديدًا محتملًا لنجاح أعماله وتطورها.
في وقت سابق، أثار تصريح ماسك، المقدرة ثروته بحوالي 170 مليار دولار، الذي ألمح فيه إلى احتمال تعرضه لتصفية سياسية، جدلًا واسعًا، خاصة وأن العديد من المحللين يرون أن النظام الأمريكي يوفر حماية قانونية ضد الانتقام السياسي الصريح.
مخاوف ماسك من فوز الديمقراطيين
يُعد ماسك من أكبر داعمي الرئيس السابق دونالد ترامب، منافس كامالا هاريس الأول، حيث أظهر ولاءً علنيًا تجاهه، وقدم دعمًا ماليًا وسياسيًا لحملته، إذ يعتقد الملياردير أن سياسات هاريس ربما تتضمن إجراءات تعرقل نمو شركاته، خاصة مع تصاعد نزاعه مع الإدارة الديمقراطية الحالية برئاسة جو بايدن.
وبالنسبة لشركة تسلا، يشير بعض المحللين إلى أن إدارة هاريس ربما تزيد من اللوائح التنظيمية وتفرض ضرائب جديدة، ما يؤثر على تكلفة التشغيل ويضع المزيد من الضغط على صانعي السيارات الكهربائية.
وعلى الرغم من أن الديمقراطيين يدعمون عادة السيارات الكهربائية من خلال توفير ائتمانات ضريبية للمستهلكين، يبقى ماسك قلقًا من أن إدارة هاريس قد تستخدم هذه السياسات كأداة ضغط سياسي عليه. بينما تستفيد تسلا حاليًا من ائتمانات المركبات عديمة الانبعاثات التي تُقدم للشركات المصنعة، يترقب المستثمرون ما إذا كانت هاريس ستواصل دعم هذه الائتمانات أو ستقلل منها، مما قد ينعكس سلبًا على أداء تسلا المالي.
ترامب.. رهان إيلون ماسك “الخطير”
يرى المحللون أن مواقف ماسك ربما تُعد مغامرة سياسية، قد تؤدي إلى نتائج عكسية في حال فوز هاريس، فدعمه العلني لترامب يزيد من احتمالية تعرضه للانتقادات العامة ويعزز فكرة المخاطرة السياسية التي تثير مخاوف المستثمرين في تسلا، وأشارت تقارير إلى أن مستثمري الشركة يشعرون بالقلق من احتمال تضرر مصالحهم إذا تغيرت الإدارة لصالح الديمقراطيين.
ومع أن ترامب قد يقدم دعمًا أقل للسيارات الكهربائية عبر تقليل الاعتمادات الضريبية، يرى بعض المحللين أن استمرار ماسك في دعمه له يهدف أيضًا للاستفادة من السياسات المؤيدة للتخفيف من اللوائح الحكومية المتعلقة بتقنيات القيادة الذاتية، فبفضل استثماراته في الذكاء الاصطناعي، تعتمد تسلا على التوسع في خدمة التاكسي الذاتي القيادة، وهي تقنية قد تسعى إدارة هاريس إلى تنظيمها بشكل أكبر.
من جهة أخرى، يشير المحللون إلى أن احتمال اتخاذ هاريس إجراءات انتقامية مباشر ضد ماسك وشركاته أمر غير مرجح في النظام الديمقراطي الأمريكي. فقد صرّح بعض الخبراء بأن إدارة هاريس ستلتزم بالقوانين التي تحمي رجال الأعمال من الانتقام السياسي المباشر، ومع ذلك، قد تكون هناك تأثيرات غير مباشرة، مثل تغيير العقود الحكومية أو تعديل اللوائح التنظيمية التي تؤثر على شركات ماسك بشكل أكبر.
وتُجرى اليوم الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة 2024، ويتنافس فيها الرئيس السابق دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، ونائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي.
وبدأ الناخبون في عدة ولايات التصويت فعليًا لاختيار رئيسهم المقبل، على أن تستمر عملية التصويت في جميع الولايات حتى إغلاق صناديق الاقتراع في وقت لاحق من اليوم، على أن تبدأ عمليات فرز الأصوات، ومن المرجح إعلان نتائج أولية في وقت متأخر من الليلة، مع تأكيد النهائية خلال الأيام المقبلة.