يحتفل الكثير من الأحباء، اليوم الموافق 4 نوفمبر، بـ عيد الحب المصري، الذي دعا إليه الكاتب الراحل مصطفى أمين، في إحدى مقالاته، ليسود الحب بين أطياف المجتمع المختلفة، وهي دعوة لاقت قبول كبير بين المصريين.
ففي عموده بعنوان "فكرة"، الذى نشر عام 1974 قال مصطفى أمين: “نريد أن نحتفل لأول مرة يوم 4 نوفمبر بعيد الحب، حب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا.. هذا الحب سوف يعيد إلينا كل فضائلنا ويبعث كل قيمنا، يوم كانت النخوة طابعنا والمروءة ميزتنا والشهامة صفتنا”.
ولا يغيب “الحب” وقصصه عن عالم الأدب، بل أنه في بعض الأحيان كان “الحب” هو محركًا لإبداع الكثير من الأدباء، وفي التقرير التالي، نستعرض أبرز قصص الحب من عالم “الأدباء”
حب أحمد رامي لـ أم كلثوم
على الرغم أنه كان “حب” من طرف واحد، حيث عشق أحمد رامي أم كلثوم، إلا أن هذا الحب كان سببًا كافيًا لكي يكتب رامي لـ أم كلثوم مئات من الأغاني والقصائد، بل عاش طول حياته “معذبًا” على أمل أن تبادله نفس الحب، فأبرز الكلمات التي قالها أحمد رامي لأول مرة بعد رحيل حبيبته أم كلثوم: أصيبت 4 مرات بالاكتئاب بسبب رحيل ثومة والشعور بالوحدة وفضلت الابتعاد عن الناس.. لا أرغب في الحديث عنها مع أحد حتى أهل بيتي، فالحديث عنها يترك أثارا سلبية في نفسي، ذكرياتي كانت أقوى من محاولاتي للتعبير عنها بالكلام.. لذلك ابتعدت واختليت بنفسي.
غرام جبران خليل ومي زيادة
بدأت قصة حبهما عام 1912 عندما قرأت مي كتابات جبران، وقررت مراسلته، وأرسلت له أول خطاب، ومي هي كاتبة وأديبة مصرية من أصل فلسطيني ولبناني، بينما كان جبران يعيش في الولايات المتحدة ويعمل على كتاباته الفنية والأدبية، وعلى الرغم من رسائل الحب الملهمة والمشتعلة بينهما التي استمرت حوالي عشرين عامًا، إلا أنهم لم يلتقيا أبدًا.
وتبادل الثنائي الرسائل، وتميزت رسائلهن بأنها عميقة فلسفيًا وأدبيًا، ففي إحدى رسائله يتحدث جبران عن حبه لها قائلًا: تقولين لي أنك تخافين الحب، لماذا تخافينه يا صغيرتي؟ أتخافين نور الشمس، أتخافين مدَّ البحر، أتخافين طلوع الفجر، أتخافين مجيء الربيع، لما يا ترى تخافين الحب؟أنا أعلم أنّ القليل في الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني، أنتِ وأنا لا ولن نرضى بالقليل، نحن نريد الكثير، نحن نريد كل شيء، نحن نريد الكمال.
إخلاص سوزان بريسو لـ طه حسين
عميد الأدب العربي طه حسين، دخل الحب حياته حينما تعرف على سوزان الفرنسية، التي أصبحت زوجته فيما بعد، وكانت تمثل له إلهام كبير في دعم طريقه في الأدب والبحث، وكان يحبها حبًا شديدًا لأنها لم تكن زوجته فقط، وإنما كانت له "عينيه" التي يرى بها العالم، على حد وصفه، وتعد قصة حبهم ملهمة للكثير من الأجيال القادمة، بسبب كم التفاني والدعم التي قدمه كل منهما للآخر.
قصة حب أمل دنقل وعبلة الرويني
بدأت قصة حب الشاعر أمل دنقل مع زوجته عبلة الرويني، في لقاء صحفي، جمعهما عام 1975، فقد أجرت عبلة الرويني حورًا معه، وقد أصابت سهام الحب قلب كل منهما، وفي كتابها "الجنوبي" تصف عبلة الرويني عن لحظات انتهاء هذا اللقاء الذي حرك فؤادهما، قائلة: "سألني وهو يمد يده مصافحًا: هل أراك غدًا؟ فأجبته: بالتأكيد لقد أحببتك، وفي هذه اللحظة تقول عبلة مد أمل رقبته إلى أعلى حتى لا يمكنني رؤية وجهه الذي ارتسمت عليه شبه ابتسامة خجول، ومضى دون أن يعلق بكلمة واحدة".