أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن رسالة إيران الدبلوماسية التي تكشف فيها مخططات للهجوم على إسرائيل تتناقض مع تصريحات مسئولين إيرانيين لقادة منطقة الشرق الأوسط بأنهم لا ينوون شن أي ضربات على إسرائيل في أعقاب القصف الإسرائيلي الذي استهدف الدفاعات الجوية الإيرانية في وقت سابق من الشهر الماضي.
وكانت إسرائيل قد شنت غارات جوية على إيران في 26 أكتوبر الماضي ردًا على هجوم إيراني عليها، وقالت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، إن هناك "عواقب وخيمة" إذا هاجمت إيران إسرائيل أو الولايات المتحدة، مضيفة: "نعتقد أن هذا يجب أن يكون نهاية لتبادل النار المباشر بين إسرائيل وإيران".
تغيير الموقف الإيراني
وأضافت الصحيفة أن المسئولين الإيرانيين أبلغوا الدول الأخرى في المنطقة بعد الهجوم الإسرائيلي أنهم لا يعتزمون الرد، لكن لهجتهم تغيرت خلال أيام.
وفي يوم الجمعة، هدد جنرال إيراني بارز بـ"رد لا يمكن تخيله"، فيما حذر خامنئي السبت من "رد حاسم".
ويرى مسئولون غربيون أن صناع القرار في إيران يناقشون كيفية الرد، وما إذا كان يجب أن يأتي الهجوم مباشرة أو من خلال وكلاء خارج إيران لتوفير طبقة من الإنكار.
من جانبها، ترى إسرائيل أن إيران تفكر بجدية في الرد، وأشارت إلى استعدادها لتنفيذ هجوم أكثر قوة ردًا على ذلك.
وصرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف "نقطة ضعف" في إيران، وقلل من شأن "التصريحات المتغطرسة" من طهران، وقال: "اليوم، تمتلك إسرائيل حرية أكبر في التحرك أكثر من أي وقت مضى، يمكننا الوصول إلى أي مكان نحتاجه داخل إيران".
وعملت الولايات المتحدة على حصر الهجوم الإسرائيلي في 26 أكتوبر في أهداف عسكرية فقط، تاركة منشآت إيران النووية والنفطية دون استهداف.
ويخشى المسئولون العرب من أن إسرائيل لن تتمتع بضبط النفس هذه المرة، وأكد نتنياهو مجددًا الأسبوع الماضي أن منع إيران من الحصول على أسلحة نووية يبقى "الهدف الأسمى" لإسرائيل، بينما تدعي إيران أنها لا تسعى لبناء سلاح نووي.
وقد أشارت إسرائيل إلى أنها قد تستهدف هذه المنشآت النووية في هجومها الأخير، حيث استهدفت منشأة سبق لإيران استخدامها في العمل على الأسلحة النووية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أيضًا أن إسرائيل أصابت هدفًا ذا قيمة منخفضة في مصفاة عبادان الإيرانية، بحسب الخبراء.
وفي تصريحات يوم الأحد، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إن بلاده لن تسمح بترك الهجوم الإسرائيلي بلا رد، ومع ذلك، أشار إلى أن "نوع وشدة الرد" قد تتغير إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان.
ويرى محللون أن الرسالة الإيرانية قد تكون نوعًا من التهديد من أجل دفع مفاوضات الهدنة في لبنان وغزة إلى الأمام، أو محاولة للتأثير على الانتخابات الأمريكية التي تنطلق خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث تخشى إيران من فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي يتعامل مع الملف الإيراني بشكل أكثر عدوانية من منافسته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية.
وأعلنت الولايات المتحدة أن قواتها لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، لكن من المتوقع أن تقدم الدعم في حال تعرضت إسرائيل لهجوم انتقامي، وقد أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنشر عدة طائرات بما في ذلك القاذفة "بي- 52 ستراتوفورتريس" وقاذفات وقود ومدمرات بحرية إلى الشرق الأوسط، وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".