10 أعوام مرت على وفاة الفنانة مريم فخر الدين، التي رحلت عن عالمنا في 3 نوفمبر لعام 2014، بمدينة الفيوم، لأب كان يعمل مهندس ري، ووالدتها باولا مجرية الأصل تعرّف بها والدها وتزوجها أثناء سفرها بالخارج، تلقت تعليمًا في المدرسة الألمانية بباب اللوق وحصلت على شهادة تعادل البكالوريا، وأجادت سبع لغات هي اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والمجرية وغيرها.
اشتهرت مريم فخر الدين في السينما العربية وخاصة في فترة الخمسينيات والستينيات في أدوار الفتاة الرقيقة الجميلة العاطفية المغلوبة على أمرها وأحيانا كثيرة التضحية، ولكنها نجحت أيضا في أن تخرج من دور هذه الشخصية النمطية.
كان للأدب نصيب من أعمال مريم فخر الدين التي شاركت بها وتحديدا في السينما، إذ قدمت أفلاما مأخوذة عن أعمال أدبية؛ وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية..
وصمة عار
شاركت الفنانة مريم فخر الديت في فيلم "وصمة عار" المقتبس عن قصة الروائي المصري نجيب محفوظ التي تحمل اسم "الطريق"، والفيلم يتحدث عن شخصية "مختار" الذي تموت أمه وتعلمه أثناء لحظة وفاتها بأن والده لا يزال على قيد الحياة ويقيم في القاهرة، ويجب أن يذهب إليه ليضمن له الحياة الكريمة.
ويتعرف على صحفية تدعى "إلهام" وتحاول مساعدته في العثور على والده لكن دون جدوى، حتى يصادف العديد من المتاعب والمشاكل وينفق كل نقوده على القمار، ويلجأ إلى قتل صاحب الفندق الذي يقيم فيه ليضمن الحصول على المال بعد بيع الفندق، بعد تحريض من زوجة صاحب الفندق التي تقيم علاقة معه، فتقتل على يد عشيقها الثاني "يوسف شعبان" ليستحوذ على المال وحده ويوقع بمختار بفخ ويقبض عليه البوليس ويؤدي به إلى المشنقة ويعدم على جريمة لم يرتكبها بينما أفلت من الجريمة السابقة التي ارتكبها.
قطة على نار
لعبت مريم فخر الدين دور "أمينة" في فليم "قطة على نار" عام 1977، والفيلم مأخوذ عن مسرحية "قطة فوق صفيح ساخن" للكاتب تينيسي وليامز ومن إخراج سمير سيف.
وتدور قصة الفليم حول المقاول محمود عبد المجيد الذي يصاب بالسرطان، ويخفي الأبناء عليه حقيقة مرضه، هذا الرجل له ولدان، الأكبر مختار ضعيف الشخصية، متزوج من امرأة جميلة تدعى يسرية، والاثنان يتعجلان موت الأب من أجل الميراث، بينما الأبن الأصغر أمين لا يطمع في أموال أبيه ويعيش في عزلة مع زوجته جيجي. فتاة لديها مطامع كثيرة في انتقال ملكية المصنع إلى أمين بعد وفاة الوالد مما يدفع بأمين إلى الابتعاد عنها، ويصبح غير قادر على معاشرتها لأنه يراها السبب المباشر في انتحار صديقه عزت، تنتشر في المنزل شائعة تفيد أن أمين كان على علاقة غير سوية بعزت، ولا يجد الأب سوى التصدى لهذه الشائعة ونفيها عن ابنه، يواجه الأب الأبن ويوبخه لسوء معاملته لزوجته، التي تتحدى كل شيء، وتحاول استعادة زوجها بأي ثمن، يكشف أمين لوالده عن مرضه. ومدى الزيف الذي يدور في فلكه ونفاق الجميع له وتتحول الأوضاع، ويعود أمين لزوجته.
الشحات
جسدت مريم فخر الدين دور زينب (زوجة عمر الحمزاوي) في فيلم "الشحات" للمخرج حسام الدين مصطفى لعام 1973، والفيلم عن رواية الكاتب المصري الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ، وصدرت الرواية في طبعتها الأولى عام 1965.
والفيلم من بطولة محمود مرسي، ومريم فخر الدين، ونيللي، وأحمد مظهر، وتدور الأحداث حول عمر الذي يعيش حياة هادئة مع زوجته وابنتيه، إلى أن يمرض وتسوء حالته النفسية، فيقرر التمرد على حياته، والعيش في انحلال ومجون، ثم يتحول إلى الزهد.
الأيدي الناعمة
شاركت مريم فخر الدين في فيلم "الأيدي الناعمة" الذي عُرض في 1963، ولعبت فيه دور البرنسيسة جيهان شوكت حلمي، بجانب كل من أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وصباح ومريم فخر الدين وليلى طاهر، والفيلم مبني على كتاب للأديب توفيق الحكيم يحمل نفس الاسم، ومن إخراج محمود ذو الفقار.
تدور أحداث الفيلم عن نزع أملاك أحد الأثرياء بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، ويفلس ولا يبقى له سوى قصره، يتعرّف بشاب حاصل على درجة الدكتوارة ولكنه عاطل، يقترح الدكتور على الأمير أن يستغل القصر بتأجيره مفروشًا. للأمير ابنتان ينكر وجودهما لأن الابنة الكبرى قد تزوجت من مهندس بسيط والابنة الصغرى تبيع لوحاتها التي ترسمها. يتفق معهم الدكتور أن يؤجر زوج الابنة ـ الذي لم يره الأمير من قبل مع أخته الأرملة وأبيها ـ القصر، وتزول قطيعته مع ابنتيه ويعمل مرشدًا سياحيًّا ويتزوج من الأرملة وأيضًا يتزوج الدكتور من الابنة الصغرى.
الشك القاتل
شاركت الفنانة مريم فخر الدين في فيلم "الشك القاتل" للمخرج عز الدين ذو الفقار عام 1953 مأخوذ عن رواية "عطيل" للكاتب المسرحي ويليام شكسبير، بجانب كل من محسن سرحان، محمود ذو الفقار، لولا صدقي، ومحمد علوان، وتدور الأحداث حول الزوج الذي تخونه الزوجة وعندما يتزوج للمرة الثانية لا يتمكن من ازالة صورة الزوجة الخائنة من تفكيره ويدمر حياته الزوجية.
عهد الهوى
شاركت مريم فخر الدين في فليم "عهد الهوى" الذي تم إنتاجه عام 1955، عن رواية "غادة الكاميليا" لألكسندر دوماس الابن، واقتباس علي الزرقاني، وإخراج أحمد بدرخان وبطولة فريد الأطرش وإيمان ويوسف وهبي.
رد قلبي
لعبت الفنانة مريم فخر الدين دور "الأميرة إنجي" في فيلم "رد قلبي" الذي صدر عام 1957، من إخراج عز الدين ذو الفقار، عن رواية الكاتب المصري يوسف السباعي، وبطولة شكري سرحان، ومريم فخر الدين، وصلاح ذو الفقار، وحسين رياض وهند رستم.
وقصة الفليم تدور حول رب الأسرة (الريس عبد الواحد) الذي يعمل في قصر أحد أمراء الأسرة المالكة، يربط الحب بين ابنه (علي) والأميرة (إنجي) ابنة (الباشا) منذ الصِغَر، يصبح (علي) ضابطًا في الجيش كما يصبح شقيقه (حسين) ضابطًا في الشرطة. ثم يكتشف (علاء) شقيق (إنجي) العلاقة بين أخته (إنجي) و(علي)، ويبلغ والده (الباشا) فيواجه (الريس عبد الواحد) الذي يطلب يد (إنجي) لابنه (علي) ويرفض الباشا رفضًا قاطعا ويطرد (الريس عبد الواحد) من عمله، تتظاهر (إنجي) بقبول خطبة أحد الأمراء لها لتحمي حبيبها، يعتقد (علي) أن (إنجي) تغدر به، وتمضي الأعوام، وفي يوم حريق القاهرة تحاصر النار الراقصة (كريمة) التي ترتبط مع (علي) في علاقة غرامية فتصاب بحروق تؤدي لوفاتها ولكن قبل أن تموت تسلم (حسين) رسالة (إنجي) ليوصلها لشقيقه (علي) والتي أخفتها عنه وفيها تؤكد له حبها وإخلاصها له. بعد ثورة 52، يرأس (علي) لجنة مصادرة أملاك (الباشا)، تلقاه (إنجي) التي تظن أنه جاء شامتًا ولكنها تكتشف صدق عاطفته. يطلق (علاء) الرصاص نحو (علي) محاولا قتله فيصيبه إصابة بالغة ولكن (علي) يقتله.