كشفت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، عن جرائم إسرائيلية مروعة تم ارتكابها في مستشفيات قطاع غزة دون أن تقدم أي دليل على اختباء مقاتلي حركة حماس فيها، حيث تعرضت 3 مستشفيات لإطلاق نار كثيف في بداية الحرب، وتنوعت الجرائم بين القصف المتعمد واستهداف المرضى والجرحى وتعذيب المرضى وأسرهم وتركهم شبه عراه في البرد.
وتابعت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاصرت المستشفيات الثلاثة وهاجمتها قبل نحو 10 أشهر، ولم تتعاف مستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسية من الأضرار بعد، ومع ذلك فهي المستشفيات الوحيدة التي تعمل جزئيًا في القطاع.
جرائم إسرائيلية في قطاع غزة
وبحسب الوكالة الأمريكية، فغالبًا ما تتعرض المرافق الطبية لإطلاق النار في الحروب، ولكن المقاتلين عادة ما يصورون مثل هذه الحوادث على أنها عرضية أو استثنائية، لأن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي، وفي حملتها التي استمرت عامًا في غزة، بررت إسرائيل عدوانها على المستشفيات، حيث حاصرت وداهمت ما لا يقل عن 10 منها في جميع أنحاء قطاع غزة، بعضها عدة مرات، فضلًا عن ضرب العديد من المستشفيات الأخرى في غارات.
وزعمت إسرائيل أن هذا ضرورة عسكرية في هدفها لتدمير حركة حماس، وتزعم أن حماس تستخدم المستشفيات "كقواعد قيادة وسيطرة" للتخطيط للهجمات وإيواء المقاتلين وإخفاء المحتجزين، وتزعم أن هذا يلغي الحماية للمستشفيات.
وأضافت الوكالة الأمريكية، أن الأكثر بروزًا، قامت إسرائيل مرتين بمداهمة مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو أكبر منشأة طبية في القطاع، وأنتجت فيديو متحركًا يصوره كقاعدة رئيسية لحماس، على الرغم من أن الأدلة التي قدمتها لا تزال محل شك بصورة كبيرة.
وأمضت الوكالة الأمريكية، أشهرًا في جمع التقارير عن الغارات على مستشفيات العودة والإندونيسي وكمال عدوان، حيث أجرت مقابلات مع أكثر من 30 مريضًا وشهودًا وعاملين في المجال الطبي والإنساني فضلًا عن مسؤولين إسرائيليين.
ووجدت الوكالة، أن أن إسرائيل لم تقدم أي دليل يذكر على وجود حركة بشكل كبير في تلك الحالات، كما قدمت الوكالة ملفًا يضم قائمة بالحوادث التي أبلغ عنها الأشخاص الذين أجرت معهم مقابلات إلى مكتب المتحدث العسكري الإسرائيلي.
لم يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي قط وجود حماس في مستشفى العودة، وعندما سُئل عن المعلومات الاستخباراتية التي دفعت القوات إلى محاصرة المستشفى ومداهمته العام الماضي، لم يرد مكتب المتحدث العسكري.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، أصيب المستشفى بالشلل مرة أخرى، حيث تقاتل القوات الإسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين القريب ولا يدخل الطعام أو الماء أو الإمدادات الطبية إلى مناطق شمال غزة.
وقال مدير المستشفى محمد صالحة الشهر الماضي إن المنشأة محاطة بقوات الاحتلال ولم تتمكن من إجلاء ستة مرضى في حالة حرجة.
وأضاف أن الموظفين اضطروا إلى تناول وجبة واحدة في اليوم، وعادة ما تكون مجرد خبز مسطح أو القليل من الأرز.
تفاصيل مروعة جراء تدمير الاحتلال المستشفيات
روى الناجون وإداريو المستشفى أربع مناسبات على الأقل عندما قتلت طائرات بدون طيار أو قناصة إسرائيليون فلسطينيين أو أصابوهم بجروح خطيرة أثناء محاولتهم الدخول.
وقال الموظفون إن امرأتين على وشك الولادة أصيبتا بالرصاص ونزفتا حتى الموت في الشارع.
وشاهد صالحة، المدير، إطلاق النار يقتل ابنة عمه، سوما، وابنها البالغ من العمر 6 سنوات بينما كانت تجلب الصبي للعلاج من الجروح.
وفي مستشفى كمال عدوان، قال شهود إن قوات الاحتلال أمرت الصبية والرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين منتصف سن المراهقة والستين، بالوقوف في صفوف خارج المستشفى القرفصاء في البرد، معصوبي الأعين وشبه عراه لساعات من الاستجواب.
وقال محمد المصري، المحامي الذي تم اعتقاله: "في كل مرة يرفع فيها شخص رأسه، يتعرض للضرب".
ونشر جيش الاحتلال لاحقًا لقطات لرجال يخرجون من المستشفى، وعرّف المصري نفسه في اللقطات.
وقال إن الجنود قاموا بترتيب الصور، وأمروا الرجال بإلقاء بنادق حراس المستشفى وكأنهم مسلحون يستسلمون.
وزعمت إسرائيل إن جميع الصور التي تم نشرها أصلية وإنها ألقت القبض على العشرات من المسلحين المشتبه بهم.
وقال ثلاثة معتقلين إنه عندما أطلق الجنود سراح بعض الرجال بعد الاستجواب، أطلق الجنود النار عليهم أثناء محاولتهم إعادة دخول المستشفى، ما أدى إلى إصابة خمسة منهم. و
تذكر أحمد أبو حجاج سماع رشقات نارية أثناء عودته في الظلام، وقال: "فكرت، هذا لا معنى له - من الذي سيطلقون النار عليه؟"
وقال شهود عيان أيضًا إن جرافة دخلت إلى مجمع المستشفى، واصطدمت بالمباني، ووصف أبو صفية وأبو حجاج والمصري احتجازهم من قبل الجنود داخل المستشفى بينما سمعوا صراخ الناس في الخارج.
وقال أبو صفية إنه عثر على جثث أربعة أشخاص مسحوقة، مع وجود شظايا من العلاج الأخير في المستشفى لا تزال على أطرافهم.
وأكدت الوكالة الأمريكية، أنه على الرغم من الإشارة غالبًا إلى أن المستشفيات مرتبطة بشبكات حماس تحت الأرض، إلا أن الجيش أظهر فتحة نفق واحدة فقط من جميع المستشفيات التي داهمها - فتحة تؤدي إلى أراضي الشفاء.
في تقرير الشهر الماضي، قررت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن "إسرائيل نفذت سياسة منسقة لتدمير نظام الرعاية الصحية في غزة".
ووصفت الإجراءات الإسرائيلية في المستشفيات بأنها "عقاب جماعي ضد الفلسطينيين في غزة".