أعلنت الطريقة القادرية بدولة السنغال، اليوم السبت، عن تنظيمها لأكبر ملتقى علمى صوفى، وذلك بمشاركة علماء وباحثين من عدة دول حول العالم.
وتنطلق فعاليات الملتقى الصوفى العلمى فى شهر يناير المقبل بحضور عدد من رجالات التصوف الأفارقة والأوروبيين والآسيويين، وتقام الفعاليات فى مدينة تمباكندا السنغالية حيث مقر الطريقة القادرية بالسنغال.
من جانبه قال عرفان دابو منسق الملتقى الصوفى الدولى للطريقة القادرية، إن فعاليات المتلقى الصوفى الدولى للطريقة تشهد مشاركة كبيرة من رموز التصوف من عدة دول حول العالم، حيث يهدف ملتقى الطريقة إلى جمع أهل التصوف من أجل مواجهة خطر التيارات المتطرفة حول العالم.
وتابع " دابو" الطريقة القادرية بالسنغال من الطرق الصوفية التى تعمل على نشر الوسطية والإعتدال ومواجهة التطرف والإرهاب الذى تنشره بعض التيارات الدينية المتشددة والتى تسعى دائما لنشر أفكارها التخريبية والتحريضية ضد الدول والشعوب.
ما هى الطريقة القادرية الصوفية ومن مؤسسها؟
يذكر أن القادرية هى إحدى الطرق الصوفية السنية والتي تنتسب إلى عبدالقادر الجيلاني (471 هـ - 561 هـ)، وينتشر أتباعها في بلاد الشام والعراق ومصر وشرق إفريقيا وشمال إفريقيا، وقد كان لرجالها الأثر الكبير في نشر الإسلام في قارة إفريقيا وآسيا، وفي الوقوف في وجه المد الأوروبي الزاحف إلى المغرب العربي، وتعد الطريقة القادرية من أقدم الطرق الصوفية فى العالم الإسلامى.
ومؤسس الطريقة الجيلانية هو عبدالقادر بن أبي صالح بن عبدالله الجيلي الحسني، ولد في 11 ربيع الثاني وهو الأشهر سنة 470 هـ الموافق 1077م، وهناك خلاف في محل ولادته، حيث توجد روايات متعددة أهمها القول بولادته في جيلان في شمال إيران حاليًا على ضفاف بحر قزوين، والقول إنه ولد في جيلان العراق وهي قرية تاريخية قرب المدائن 40 كيلومترًا جنوب بغداد، وهو ما أثبتته الدراسات التاريخية الأكاديمية وتعتمده العائلة الكيلانية ببغداد.
ونشأ عبدالقادر في أسرة وصفتها المصادر بالصالحة، فقد كان والده أبوصالح موسى معروفًا بالزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها بالأعمال الصالحة ولذا كان لقبه «محب الجهاد»، وقدم بغداد شابًا سنة 488 هـ، وتفقه على عدد من مشايخها. جلس للوعظ سنة 520 هـ، وحصل له القبول عند الناس، واعتقدوا ديانته وصلاحه، وانتفعوا بكلامه ووعظه. اشتهر عن الشيخ عبدالقادر ما يدل على فقهه وعلمه. وظهرت على يديه الكثير من الكرامات، وتاب وأسلم على يديه العديد من الناس. توفي وعمره 90 عامًا ودفن في رواق مدرسته سنة 561 هـ.