كشف مسئولون في الاستخبارات الأمريكية، الجمعة، عن ضلوع روسيا في نشر مقطع فيديو مزيف يزعم تصوير حدوث تزوير لانتخابات الرئاسة الأمريكية في ولاية جورجيا، ضمن حملة تشنها موسكو لتقويض الثقة في نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء المقبل التي يتنافس فيها بشكل أساسي دونالد ترامب الرئيس السابق وكامالا هاريس نائبة الرئيس.
وأوضحت وكالة "أسوشيتيد برس"، الأمريكية، في تقرير لها، الجمعة، أن الاستخبارات الأمريكية أكدت أن الفيديو المنتشر من عمل "جهات مؤثرة روسية" عازمة على تقويض الثقة في نزاهة انتخابات الرئاسة الأمريكية.
روسيا تستهدف انتخابات الرئاسة الأمريكية
وحسب الوكالة، يمثل الإعلان عن أن الفيديو مزيف من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي والوكالات الفيدرالية الأخرى، قبل أربعة أيام من انتخابات الثلاثاء المقبل، لمكافحة التضليل الأجنبي من خلال فضحه بدلا من السماح له بالانتشار لأيام دون رادع، كما يأتي ذلك في أعقاب بيان مماثل الأسبوع الماضي نسب أيضًا إلى جهات روس مقطع فيديو متداول على نطاق واسع يصور بشكل زائف تدمير بطاقات الاقتراع بالبريد كانت مؤيدة لدونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا.
ويظهر مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 20 ثانية، بدأ تداوله على منصة التواصل الاجتماعي "X" بعد ظهر الخميس، شخصًا يصف نفسه بأنه مهاجر هايتي يتحدث عن نيته التصويت عدة مرات في مقاطعتين في جورجيا لنائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأظهر عدة بطاقات هوية مزعومة من جورجيا بأسماء وعناوين مختلفة.
وأكد تحليل وكالة “أسوشيتد برس” للمعلومات الموجودة على اثنتين من البطاقات أنها لا تتطابق مع أي ناخب مسجل في مقاطعتي جوينيت أو فولتون، المقاطعتين اللتين ذكرهما.
فيما قال وزير خارجية ولاية جورجيا براد رافينسبيرجر، مساء الخميس، إن الفيديو "مزيف بشكل واضح" ومن المحتمل أنه نتاج متصيدين روس "يحاولون بث الفتنة والفوضى عشية انتخابات الرئاسة الأمريكية".
مخاوف أمريكية من التشكيك في انتخابات الرئاسة
وأكد مسئولو الاستخبارات هذا الاستنتاج الجمعة، قائلين إن الفيديو تم تصنيعه من قبل "جهات مؤثرة روسية" وكان جزءًا من "جهود موسكو الأوسع لإثارة أسئلة لا أساس لها من الصحة حول نزاهة الانتخابات الأمريكية وتأجيج الانقسامات بين الأمريكيين".
وقال البيان المشترك الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية إن مجتمع الاستخبارات يتوقع من روسيا، في الأيام التي تسبق الانتخابات والأسابيع والأشهر التي تليها، “إنشاء وإصدار محتوى إعلامي إضافي يسعى إلى تقويض الثقة في نزاهة الانتخابات وتقسيم الأمريكيين”.
وأشارت الوكالة إلى أن المنشور الأصلي الذي روج للفيديو الأصلي تم حذفه صباح الجمعة، لكن نسخا مقلدة من الفيديو لا تزال تُنشر على نطاق واسع مع ادعاءات تظهر حدوث تزوير في الانتخابات.
وأوضح دارين لينفيل، المدير المشارك لمركز التحقيقات الجنائية الإعلامية في جامعة كليمسون، أن الفيديو يشبه في أسلوبه وطريقة نشره مقاطع فيديو أخرى أنشأتها " Storm-1516"، والمعروفة أيضًا باسم "CopyCop"، وهي شبكة تضليل روسية أنشأت العديد من مقاطع الفيديو المزيفة في هذه الانتخابات.