قالت الباحثة في الشأن الإيراني سمية عسلة إن إيران نجحت في استغلال توقيت الانتخابات الرئاسية الأمريكية للضغط على إسرائيل، وإجبارها على الاتزام بالخطوط الحمراء التي وضعتها أمريكا، فيما يتعلق باستهداف البنية التحتية أو البرنامج النووي الإيراني".
وأضافت “عسلة” في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “مع ذلك، لا يمكننا الجزم بأن توقيت الرد الإيراني مرتبط كلياً بالانتخابات الأمريكية، فتصريحات إيران متضاربة؛ إذ أعلنت في البداية أن الضربات الإسرائيلية ضمن المتوقع، لكنها سرعان ما أكدت حتمية الرد ويبدو أن طهران تسعى إلى الاحتفاظ بحقها في الرد واختيار توقيته”.
عوامل تؤثر على توقيت ونوعية الرد الايراني
وأشارت الباحثة الإيرانية، إلى أن هناك عوامل أخرى تؤثر على توقيت ونوعية الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي، أبرزها الوضع الاقتصادي الداخلي المتأزم.
ولفتت إلى أن تقارير صحفية إيرانية، أكدت أن الاقتصاد الإيراني يعاني أزمة اقتصادية حادة نتيجة العقوبات الأمريكية وتدهور العلاقات مع أوروبا، ما يجعل النظام الإيراني متردداً في المخاطرة بالمزيد من الخسائر من أجل الرد على إسرائيل في حادث يُعد بسيطًا نسبياً.
وأضافت: "إيران سبق وأن امتنعت عن الرد على اغتيال إسماعيل هنية حفاظًا على مكاسبها الإقليمية، بدءاً من حرب غزة وصولاً إلى دعم الميليشيات في المنطقة، مثل الحوثيين وأعمال الفوضى في البحر الأحمر، وهي سياسات أرهقت الخزانة الإيرانية بمبالغ طائلة"
ولفتت أن الوضع العسكري في إيران لا يسمح بحرب مفتوحة مع إسرائيل، في وقت تُدعم فيه وكلاؤها مثل حزب الله الذي يواجه تحديات وجودية، إضافة إلى الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، مما أضعف الترسانة العسكرية الإيرانية وفطن النظام لخطر الاستنزاف الذي تسعى إليه إسرائيل".
تعاون عسكري ايراني روسي
وعن التعاون العسكري بين روسيا وإيران، لفتت “عسلة” إلى أن التعاون التكنولوجي العسكري بين البلدين انطلق مع الحرب في أوكرانيا، وهو ذو صلة بالضربات الإيرانية على إسرائيل.
إلا أن روسيا لا ترغب في دخول إيران بحرب مباشرة مع إسرائيل وأمريكا، خاصةً بعد تزويد طهران موسكو بالطائرات المسيرة المستخدمة في أوكرانيا، ووعدها بالحصول على طائرات سوخوي-35. هذا التعاون يعقّد أي عمليات جوية ضد إيران، خاصة أن الترسانة الجوية الإيرانية تعتمد على طرازات قديمة من الطائرات الروسية والأمريكية."