الجمعة 01/نوفمبر/2024 - 06:24 م 11/1/2024 6:24:43 PM
تجمع مصر والسودان علاقة تاريخية وجغرافية متجذرة، يعززها شعور عميق بوحدة المصير المشترك، ورغم التحديات الراهنة في المنطقة، تتسم العلاقات المصرية السودانية بتنسيق متبادل ورؤية مشتركة نحو الاستقرار والتنمية، ومع تصاعد قضايا الأمن المائي، والاستقرار السياسي، تتجدد الإرادة المشتركة بين البلدين لتعزيز التعاون ودعم الاستقرار الإقليمي.
وهناك العديد من النقاط الملموسة والتي توضح مدى اتساق الرؤى بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وعبد الفتاح البرهان والتي يمكن اعتبارها بارقة أمل في خروج السودان من أزمته الراهنة؛ وعلى سبيل المثال يشترك الرئيسان السيسي والبرهان في موقف ثابت بشأن سد النهضة الإثيوبي، حيث يؤكدان ضرورة الحفاظ على حقوق البلدين في مياه النيل، مع أهمية الوصول إلى حل متوازن وعادل يحمي مصالح مصر والسودان، ويعكس هذا الموقف الموحد مدى التفاهم بينهما إزاء قضية استراتيجية حساسة.
ويدرك البلدان الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، ويشتركان في رؤية موحدة لحمايته؛ ما يعكس توافقهما على ضرورة التعاون الإقليمي لتأمين هذا الممر الحيوي من أي تهديدات قد تؤثر على مصالح البلدين.
ومن المآثر التي تعبر عن موقف مصر، إعراب فخامة الرئيس السيسي عن دعمه الثابت لاستقرار السودان الداخلي؛ حيث يدعم سيادته جهود الرئيس البرهان لتحقيق عملية انتقال سياسي سلسة ونبذ الخلافات والحفاظ على وحدة وسلامة أرض السودان، ويعكس هذا التفاهم مدى التزام البلدين بتقوية الشراكة لمصلحة استقرار السودان ومن ثم المنطقة ككل، وحول تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي هناك اتفاقات لتطوير التعاون الاقتصادي، من خلال مشاريع استثمارية في مجالات الزراعة والطاقة والبنية التحتية، ويأتي هذا التوافق ليعزز التنمية ويدعم النمو الاقتصادي المشترك.
وخلال الندوة التي عقدتها لجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين بالأمس، تحدث السفير السوداني بالقاهرة، السيد عماد الدين مصطفى عدوي، بكلمات بدت مطمئنة حول الوضع السوداني الراهن رغم صعوبته، معبّرًا عن تقدير السودان للدعم المصري في تعزيز الاستقرار.
وفي مداخلتي تطرقت إلى الآمال المنشودة من إعادة إحياء بث إذاعة "وادي النيل"، والتي كانت قد انطلقت في الخمسينيات من القرن الماضي؛ بهدف وضع الخطاب الإعلامي في إطار موحد، وتساءلت خلال الندوة عن الخطوات التي يتخذها الجانبان لمواجهة سيولة الخطاب الإعلامي لدى بعض الأفراد أو الجهات، والتي قد تسبب التباسًا وتحديًا في تحقيق الاتساق في الرؤى نحو تحقيق خطاب إعلامي أكثر توازنًا، وأجاب معالي السفير موضحًا أن الإعلام الحكومي في البلدين يتمتع بتوازن أعلى، ولا شك أن الإجراءات الحالية في هذا الشأن ستؤتي ثمارها المرجوة خاصة مع القناعة الراسخة بأهمية الإعلام ودوره الفاعل في مواجهة التحديات الراهنة إقليميا ودوليا وأنه لإيمانه بدور الإعلام المصري الداعم عندما يأتيه أحد الإعلاميين السودانيين فإنه يطالبه أن يحضر مرة أخرى بصحبة أحد الإعلاميين المصريين لعلمه بمدى رسوخ وثبات الموقف المصري، واختتم السفير السوداني كلماته بتوجيه الشكر مرة أخرى للجنة الشئون العربية بنقابة الصحفيين على هذا الالتفات المثمن خاصة في ظل الأوضاع الحالية بالسودان.