تستمر موجات النزوح من ولاية الجزيرة السودانية إلى ولاية القضارف ومحلية حلفا الجديدة في ولاية كسلا، جراء انتهاكات مليشيا الدعم السريع، المتواصلة منذ نحو أسبوع على شرق الجزيرة، وفقًا لوسائل إعلام سودانية.
وبحسب التقارير، فأن مدينة حلفا الجديدة استقبلت حتى الآن، حوالي 6000 أسرة نازحة من الجزيرة، تم توزيعها على 24 مركز إيواء، وأن العدد الإجمالي للأسر التي بحاجة إلى خيام يصل إلى حوالي 5500 أسرة، كما أنهم يحتاجون إلى إنشاء 200 دورة مياه.
وفي القضارف، نقل “راديو دبنقا” عن المدير العام لمنظمة ليزنفو” في الولاية، بشير الصادق، قوله إن حركة النزوح من شرق الجزيرة ومنطقة تمبول على وجه الخصوص في تزايد مستمر، مشيرًا إلى أن معظم النازحين من النساء والأطفال، ولفت إلى صعوبة تتبعهم وإجراء إحصاءات دقيقة لهم.
وتابع أن النازحين يستخدمون جميع وسائل النقل، سواء كانت عربات نقل كبيرة أو صغيرة، وبأعداد كبيرة، حيث يقوم بعضهم بالركوب على أسطح الحافلات.
وأشار إلى أن الغالبية العظمى من النازحين إلى القضارف تتكون من النساء والأطفال وكبار السن، في حين أن نسبة الشباب كانت منخفضة بشكل ملحوظ، مضيفًا أن هذا الوضع سيزيد من الأعباء على هذه الأسر في ظروفهم الجديدة.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن عدد النازحين بسبب الصراع قد يتجاوز عشرة ملايين شخص في الأيام القليلة المقبلة، مما يشير إلى أزمة إنسانية متفاقمة. وقد أظهرت البيانات الأخيرة أن حوالي 119،395 فردًا، يمثلون 23،879 أسرة، قد نزحوا من منطقتي شرق الجزيرة وأم القرى منذ 20 أكتوبر.
حملة انتقامية
وتشن مليشيا الدعم السريع حملة انتقامية على ولاية الجزيرة، منذ انشقاق أبو عاقلة كيكل أحد أبرز قادة المليشيا بالجزيرة وانضمامه إلى صفوف الجيش السوداني.
وكان أحدث الهجمات الانتقامية، وقعت بقرية مصطفى قرشي بريف الحصاحيصا شرق الجزيرة، حيث قامت مليشيا الدعم السريع بسرقة جميع السيارات ودخول المنازل والاعتداء على المواطنين وطردهم.
وقالت لجان مقاومة الحصاحيصا بالجزيرة في بيان تداولته وسائل الإعلام المحلية، إن الدعم السريع "أمهلت أهل القرية 24 ساعة للخروج من القرية".
والأسبوع الماضي، قال نشطاء محليون إن الميليشيا التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" شنت هجمات انتقامية في قرى في أنحاء الجزيرة.
وقال المبير محمود الأمين العام لمؤتمر الجزيرة وهي مجموعة تطوعية في الولاية في مقابلة إعلامية، إن ما لا يقل عن 300 مدني قتلوا عندما اجتاح المتمردون قرية تمبول.
وأضاف أن المسلحين نهبوا المنازل واختطفوا النساء واعتدوا عليهن جنسيا.
وقال إن خمسين مدنيا آخرين قتلوا في قرية مجاورة صباح الجمعة وأصيب 200.. كما أن عائلات بأكملها فرت بلا شيء سوى ملابسها.. ونشر آخرون قوائم مكتوبة بخط اليد للقتلى.
وأظهرت لقطات فيديو وصور من المنطقة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي قرويين يقفون فوق عشرات الجثث ملفوفة في أكفان الجنازة.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.