بعد 155 عامًا من الحدث.. مفاجأة غير متوقعة عن افتتاح الأوبرا الخديوية

بعد 155 عامًا من الحدث.. مفاجأة غير متوقعة عن افتتاح الأوبرا الخديوية
بعد
      155
      عامًا
      من
      الحدث..
      مفاجأة
      غير
      متوقعة
      عن
      افتتاح
      الأوبرا
      الخديوية

قبل قرن ونصف، تحديدا قبل 155 سنة، كانت القاهرة والمنطقة العربية، بل والشرق برمته، على موعد مع افتتاح أول دار للأوبرا. 

ففي مثل هذا اليوم من العام 1969، استقبل المصريين افتتاح دار الأوبرا الخديوية، أو الأوبرا الملكية، في مقرها بالعتبة، تحديدا الميدان الذي سمي باسمها، ميدان الأوبرا ومازال يحمل اسمها حتي اليوم، قبل أن تأتي عليها النيران وتحرقها لاحقا في العام 1971، وتظل القاهرة بلا أوبرا لمدة ثلاثة عقود تقريبا حتي افتتاح دار الأوبرا الحالية بأرض الجزيرة.

كواليس افتتاح دار الأوبرا الخديوية

ضمن استعدادته وتحضيراته العالمية لافتتاح قناة السويس، عهد الخديوي إسماعيل، إلي المعماري الإيطالي بيترو أفوسكاني، لتصميم وبناء دار للأوبرا الخديوية أو الملكية علي الطراز الأوروبي، في التاسع من مايو عام 1869، وتتوالي أعمال البناء.

وفي كتابه “تاريخ المسرح في العالم العربي: القرن التاسع عشر”، يذكر مؤلفه دكتور سيد علي أن، انتهى البناء الهيكلي للأوبرا في أول سبتمبر 1896، وبقيت لوازم التحضير والتجهيزات الأخيرة.

ووصلت باخرة إنجليزية من مرسيليا تحمل 117 صندوقًا من الموبيليا، وصندوق ورق، و14 صندوقًا للنباتات، و13 صندوقًا لبعض المَركبات وعجلاتها، وخمسة صناديق لأدوات تركيب الغاز، و25 للشموع. وتم إرسال هذه الصناديق في قطار من ميناء الإسكندرية إلى القاهرة.

ويضيف “علي”: وكان العمل يسير على قدم وساق من أجل إنهاء تجهيز الأوبرا، ليتم افتتاحها أثناء الاحتفال بفتح قناة السويس. وبالفعل تم العمل وافتُتحت الأوبرا في أول نوفمبر 1869 وبعد الانتهاء من احتفالات قناة السويس وعودة الملوك والأمراء إلى بلادهم، عاد الخديو مرة أخرى إلى الأوبرا ليتمم ما كان ناقصًا بها؛ لأن من المؤكد أن إنهاء الأوبرا في هذه المدة القصيرة، التي لم تتجاوز ستة أشهر، لم يكن على المستوى المطلوب.

تجهيزات دار الأوبرا الخديوية

ففي 1870 أصدر الخديو أوامره إلى نظارة المالية بصرف 219 كيسًا من حسابه الخاص لإنهاء الأعمال المتبقية بالأوبرا. وفي 1871 وافق محافظ مصر على قيام “ذوكارللي” بالقيام بأعمال النقوش والزخرفة بالأوبرا. 

وفي 1872 تم صرف 377 فرنكًا للخواجا “بنتالي” ثمن حديد لستائر الأوبرا، وصرف أموال أخرى لتوريد أصناف جديدة من الخشب والحديد، وأحضر المسيو “فينول” أقمشة هندية للأوبرا بعشرة آلاف فرنك. وفي اليوم التالي تم صرف 1396 فرنكًا ثمن فوانيس الغاز لإضاءة الأوبرا من قبل الخواجا قرنفيل. وفي 19 يونيو 1872 قدم المسيو “جران” تقريرًا للخديو إسماعيل بإنهاء جميع الأعمال السابقة.

"عايدة" لم تكن في افتتاح الأوبرا الخديوية

من الشائع أن افتتاح الأوبرا الخديوية قدم خلال حفل الافتتاح “أوبرا عايدة”، إلا أن الباحث سيد علي وفي كتابه سالف الذكر، ينفي هذه المعلومة الشائعة، ويستشهد بمجلة “وادي النيل”، والتي ذكرت في عددها الصادر بتاريخ: يوم الجمعة 5 نوفمبر 1869، ليلة افتتاح دار الأوبرا الخديوية، وأنها: «في ليلة الإثنين الماضي الموافق 1/ 11/ 1869 حصل أول الافتتاح مع غاية النجاح لنوع التياترو المسمى بالأوبرا. وكان قبل ذلك قد افتُتح نوع التياترو المسمى باسم تياترو الكوميدية (أي ملعب التخليعات المضحكة). وقد تشيد لكل منهما مكان مخصوص بالعناية الخديوية بالمحلة الجديدة المسماة باسم الإسماعيلية من الأزبكية.

ويشدد سيد علي أن "افتتاح الأوبرا كان محددًا بقصيدة غنائية من قبل المنشدين والمنشدات وهم واقفون حول صورة للخديو إسماعيل. ولم يكن الاحتفال كما هو معروف بأية أوبرا تمثيلية. أي إن الأوبرا افتتحت بقطعة غنائية لا بأوبرا عايدة ولا بأوبرا ريجوليتو كما هو مدون في جميع المراجع الحديثة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تلفزيون "بريكس": الملتقى الأول للقيم العريقة بموسكو يعزز الروابط الثقافية بين أعضاء المجموعة
التالى ضبط شخص غسل 15 مليون جنيه من تهريب البضائع دون سداد الرسوم الجمركية