أفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعا إلى ضرورة التركيز على إنهاء الحرب في قطاع غزة، وسط تصاعد الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها المدنيون بسبب الحصار المشدد والقصف المكثف الذي تنفذه قوات الاحتلال.
أزمة إنسانية متفاقمة في غزة
تشهد غزة وضعًا إنسانيًا كارثيًا، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مئات الغارات والقصف المدفعي على مختلف مناطق القطاع، مما أدى إلى دمار شامل للمربعات السكنية وتدمير أحياء كاملة. هذه الغارات أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، وسط استمرار القصف الذي يعيق عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
"الوضع في غزة يتدهور بشكل مستمر مع تزايد أعداد الشهداء والجرحى، إضافة إلى النزوح الجماعي لأكثر من 90% من السكان"، بحسب تقارير ميدانية.
وتأتي هذه العمليات في إطار سياسة تدمير واسعة تنتهجها قوات الاحتلال، مستهدفة الأحياء السكنية بشكل مباشر، مما يفاقم الأزمة الإنسانية ويضع سكان غزة أمام معاناة يومية نتيجة الحصار المفروض، ونقص الوقود والمساعدات الطبية العاجلة.
قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية وقيود على الوقود
يواجه قطاع غزة حصارًا خانقًا يمنع دخول الوقود والإمدادات الطبية اللازمة لتلبية احتياجات السكان، في ظل القيود المفروضة على وصول المساعدات العاجلة إلى المنطقة. وقد حذرت عدة منظمات إنسانية من أن الوضع قد يصل إلى مستويات كارثية إذا لم تتخذ الجهات المعنية خطوات عاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
تتسبب هذه القيود في تدهور الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية، إذ لا تزال المستشفيات غير قادرة على توفير الرعاية اللازمة للجرحى. وقد أفادت تقارير بأن العشرات من الجرحى يفقدون حياتهم نتيجة عدم القدرة على الوصول إلى المستشفيات أو تقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم.
بلينكن يدعو لوقف التصعيد في غزة ويدعم الشراكة مع كوريا الجنوبية
وفي حديثه حول الأوضاع في غزة، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ضرورة التركيز على إنهاء الحرب، محذرًا من تداعيات التصعيد المتواصل على استقرار المنطقة وأمنها. وجاءت تصريحاته هذه في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات أخرى على صعيد الصراعات الإقليمية.
"الحرب في غزة تتطلب تدخلًا دوليًا لإنهاء التصعيد وحماية المدنيين"، وفقًا لتصريحات بلينكن.
إلى جانب التركيز على أزمة غزة، أثنى بلينكن على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين يعزز استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تصاعد التوترات مع روسيا وتدخل كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية
وفي سياق منفصل، تطرق بلينكن إلى الأزمة في أوكرانيا، مشيرًا إلى محاولات روسيا لتجنيد جنود من دول أخرى لدعم عملياتها العسكرية. وأكد بلينكن أن كوريا الشمالية نشرت نحو 8 آلاف جندي في منطقة كورسك على الحدود الروسية الأوكرانية، مما يشكل تصعيدًا جديدًا في الصراع الأوكراني.
"إذا شاركت قوات كوريا الشمالية في العمليات العسكرية ضد أوكرانيا، فإنها ستصبح أهدافًا مشروعة للقوات الأوكرانية"، بحسب بلينكن.
هذا التصعيد يُعتبر الأول من نوعه منذ قرن، حيث لم تدعُ روسيا قوات أجنبية للمشاركة في أراضيها منذ حوالي مئة عام، مما يثير مخاوف من تصعيد النزاع الإقليمي في أوروبا الشرقية ويزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة.
واشنطن تؤكد دعمها لحلفائها في آسيا وتحذّر من التهديدات الإقليمية
أجرى وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع نظيريهما من كوريا الجنوبية في واشنطن، حيث أكدا على أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لمواجهة التحديات الأمنية. وقد أكد أوستن أن واشنطن ملتزمة بدعم حلفائها وتقديم كافة أشكال الدعم اللازم لمواجهة التهديدات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأشار أوستن إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات لحلفائها للتعامل مع التهديدات الإقليمية وحفظ الأمن والاستقرار في آسيا، معتبراً أن التعاون العسكري والأمني يعزز من قدرة واشنطن وشركائها على حماية مصالحهم الإقليمية.