وقّع 40 وزيرًا للصحة في إفريقيا على اتفاقيات مهمة في المنتدى الإفريقي للرعاية الجراحية (بي إيه إس إتش إي إف)، الذي أقيم في رواندا؛ إذ تمثل هذه الاتفاقيات خطوة كبيرة إلى الأمام في جعل الرعاية الجراحية في متناول عدد أكبر من الأشخاص في قارة إفريقيا.
وذكر موقع "إفريقيا نيوز" الإخباري الإفريقي، اليوم الإثنين، أن الخطوة التالية المستهدفة لهذه الاتفاقيات هو اعتمادها رسميا من الاتحاد الإفريقي، مضيفا أن انعقاد النسخة الأحدث من المنتدى الإفريقي للرعاية الجراحية جاء بدعم هيئة "ميرسي شيبس" التطوعية وجامعة العدالة الصحية العالمية (يو جي إتش إي) ووزارة الصحة الرواندية ومنظمة "سمايل ترين".
قارة الإفريقية تعاني من أدنى معدل إمكانية الوصول إلى الجراحة
وفي هذا السياق، أكد المسئول عن الدعوة الوطنية والدولية بهيئة "ميرسي شيبس" التطوعية، الدكتور والت جونسون، أنه من الضروري عند التحدث عن الأزمات الصحية العالمية، ذكر الأمراض المعدية مثل متلازمة نقص المناعة المكتسَب (الإيدز) والسل والملاريا، مردفا أن الواقع برغم ذلك مختلف: فوفقًا للجنة لانسيت للجراحة العالمية، يموت ما يقرب من خمسة أضعاف عدد الوفيات السنوية بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الجراحية والتخدير مقارنة بهذه الأمراض الثلاثة مجتمعة.
وقال الدكتور جونسون، إن القارة الإفريقية تعاني من أدنى معدل إمكانية الوصول إلى الجراحة في العالم؛ لأن العديد من المستشفيات تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية مثل المياه الجارية والكهرباء ولا يتوفر سوى عدد قليل جدا من الجراحين وأطباء التخدير، مشيرا إلى أنه غالبا ما تكون شروط وصول المرضى إلى المؤسسات الطبية صعبة، بسبب نقص وسائل النقل. وإذا فعلوا ذلك، فإن الكثير منهم لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج أو ليس لديهم الأمن المالي لتغطية التكاليف.
وأضاف أن هذا المنتدى يعد خطوة حاسمة في تحويل مستقبل الرعاية الجراحية في إفريقيا؛ حيث بحث الحاضرون إمكانية وضع خطة ملموسة بحيث تترجم الالتزامات التي تم التعهد بها في العام الماضي إلى تغييرات ملموسة على أرض الواقع، مشيرا إلى أن هذا المنتدى يعتبر مهم لأن الجراحة يمكن أن تنقذ أرواح الملايين من الأفارقة الذين يعانون من مشكلات صحية يمكن علاجها لكن محرومون من العمليات الجراحية.
وركزت مناقشات المنتدى الإفريقي للرعاية الجراحية على إعداد خارطة طريق لتحويل بيانات الإجماع المتفق عليها مسبقا إلى واقع ملموس، وهي تحدد أولويات واضحة، مثل زيادة ميزانيات الصحة وتطوير برامج التدريب الجراحي وتحسين البنية التحتية وتطوير السياسات الصحية الوطنية التي تركز على الرعاية الجراحية والتخديرية.
