ما هي الشروط التي وضعتها "أنصار الله" لحل أزمة ناقلة النفط "صافر"؟

SputnikNews 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ويرى مراقبون أن أزمة الناقلة قد تكون فيما تحمله من نفط خام جاهز للتصدير تتعدى قيمته 100 مليون دولار، حيث ترغب "أنصار الله" في تحويل القيمة إلى البنك المركزي في صنعاء لدفع مرتبات الموظفين، في حين تقول حكومة الشرعية، إن البنك المركزي تم نقله من صنعاء بقرار جمهوري، وأن القيمة يجب أن تحول إليه، ويرى آخرون أن حل تلك الأزمة قد تحل بفرقة أممية للصيانة يسمح لها بالدخول من جانب "أنصار الله"، مع بقاء الوضع كما هو إلى أن تقف الحرب ويكون هناك حل شامل.

© REUTERS / Fawaz Salman

إيجاد آلية لضخ النفط الخام من الناقلة المتهالكة صافر الراسية في محافظة الحديدة غربي اليمن، وتخصيص عائداته لدفع رواتب الموظفين، من أجل السماح بنزول فريق التقييم إليها. موقفنا واضح

قال العميد عزيز راشد الخبير الاستراتيجي اليمني، إن "دول العدوان" هي التي تحتجز ناقلة النفط اليمنية صافر منذ أكثر من 5 سنوات بعد إطباق الحصار على الموانئ اليمنية، ولم تترك أي مجال لدخول لجان الصيانة الدولية إلى هذا الخزان، ولدينا ملفات قمنا بتقديمها إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مبعوثه عبر الوساطات الدولية ووفد مفاوضات صنعاء.

وأضاف راشد لـ"سبوتنيك"، إن شركة النفط اليمنية قدمت أيضا أكثر من عرض للمنظمة الدولية، أوضحت فيه مخاطر ترك تلك الناقلة دون ايجاد حل لمشكلتها، الأمر الذي يمثل خطورة بالغة على المياه والأحياء والملاحة في البحر الأحمر، بل يمثل كارثة بيئية غير مسبوقة حال انفجاره، وقد نقلت وسائل الإعلام صور للوضع الراهن لتلك الناقلة.

120 مليون دولار

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن المحافظات الشمالية تعيش تحت حصار شامل منذ سنوات، وهذا الخزان يحتوي على كمية كبيرة من النفط الخام قد تتجاوز قيمتها 120 مليون دولار، لكن السعودية لا تريد أن يقوم الجيش واللجان الشعبية وحكومة صنعاء تصدير تلك الكمية حتى لا يعود ثمنها إلى البنك المركزي اليمني في صنعاء، تلك هي النقطة الرئيسية للخلاف حول الناقلة وشحنتها النفطية.

وأوضح راشد أن هناك مخاوف لدى السعودية من تطوير اليمن لقدراته النفطية وأن يكون لديه خزانات نقل للنفط، هذا ليس وليد اللحظة، تقوم السعودية اليوم باحتجاز أكثر من 20 سفينة تحمل المشتقات النفطية للمناطق المحاصرة، فإذا هم يحتجزون سفن المشتقات النفطية الحاصلة على تصاريح دولية بالدخول إلى المحافظات الشمالية.

وحول اتهام التحالف للحوثيين بتعطيل عمل فرق صيانة الناقلة قال الخبير الاستراتيجي، إن تلك الاتهامات تأتي بعد الضربات التي قمنا بتوجيهها لهم في عقر دارهم، فتلك محاولة لكسب الرأي العام الداخلي في السعودية، بدعوى حرصهم على اليمن، فإن كانوا حريصين لماذا يقومون بتفريع الخزانات المحملة بالمشتقات النفطية في الحدود ومن دخولها للمناطق التابعة لحكومة الإنقاذ في صنعاء.

مستعدون لصيانة  الخزان

وأكد الخبير الاستراتيجي على استعداد صنعاء لاستقبال أي بعثة دولية لصيانة خزان النفط صافر في أي وقت، ونكررها مستعدون لاستقبال أي فرقة فنية لصيانة خزان النفط صافر قبل وقوع الكارثة.

رؤية شاملة

من جانبه قال محمد على الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل من "أنصار الله" في صنعاء، السبت الماضي، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إن "الخلافات على صهريج صافر ليس على نزول فريق التقييم كما يحاول البعض تصويره".

وأضاف أن الخلافات "على ضمان إصلاح (صافر) بعد التقييم، إن وجد، وكتابة آلية لضخ النفط قبل كنقطة ثقة، تقدم غير مجتزئة كما هو بمقترح الأمم المتحدة ووثيقة الحل الشامل (في إشارة إلى رؤية الجماعة لإيقاف الحرب)".

يشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد طالبت، في 9 مايو/ أيار الماضي، الحوثيين، بالتعاون مع المبعوث الدولي إلى اليمن، والسماح للأمم المتحدة بصيانة ناقلة النفط "صافر" بالقرب من ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة.

كما تحذر الحكومة اليمنية من خطورة غرق خزان النفط العام في رأس عيسى "صافر" وذلك بعد حدوث ثقب في أحد الأنابيب وتسرب مياه البحر إلى غرفة المحركات.

© AFP 2020 / Mohammed Huwais

ودعت الحكومة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والضغط على الحوثيين للسماح على الفور ودون تأخير أو شروط مسبقة بوصول الفريق الفني من الأمم المتحدة لإجراء عملية التقييم والصيانة اللازمة وتفريغ كميات النفط المخزنة قبل حدوث واحدة من أكبر الكوارث البيئية والاقتصادية في الإقليم والعالم.

وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.

0 تعليق