ضربة إسرائيل والرد على إيران

ضربة إسرائيل والرد على إيران
ضربة
      إسرائيل
      والرد
      على
      إيران

السبت 26/أكتوبر/2024 - 07:26 م 10/26/2024 7:26:22 PM


لست من دعاة الحرب، ولكن من سمع تهديدات إسرائيل ل إيران، كان يعتقد أن ردها العسكري هناك سوف يكون ساحقا، تصريحات جنرالات إسرائيل قبل ردها جاءت ملغزة ومكتوبة بصيغة تحمل من الأدب والفن أكثر ما تحمل من البارود والرصاص، عندما استمعنا إلى جالانت وزير الدفاع الإسرائيلي وهو يقول أن ردنا على إيران سوف يتم بطريقة لن تفهمها إيران ولن تتوقعها، كنا وقتها مازلنا نتأمل موقعة تفجير البيجر في لبنان وربطنا مسألة عدم فهم إيران للضربة بأن رد إسرائيل سوف يكون تكنولوجيا ورفيع المستوى.
وبعد منتصف الليل جاء الرد الإسرائيلي الذي احتفلت به كل الأطراف حتى إيران نفسها ابتسمت وقالت فيما معناه أن الضربة لم تؤلمها، أما أمريكا فقد احتفلت لأنها نجحت في إقناع نتنياهو بالابتعاد في ضربته عن منشآت إيران النووية وكذلك مصافي النفط، وربما كان هناك أمر خفي لفرحة أمريكا لم تعلن عنه وهو من وجهة نظرنا أن هذه هي المرة الأولى التي ينفذ فيها نتنياهو تعليمات أمريكا ولم يتمرد عليها كما هو حاله منذ السابع من أكتوبر 2023.
الضربة التي قالت إيران عنها في تسريب لجهات محايدة أنها لن ترد عليها وبذلك يتوقف التراشق الصاروخي بين إسرائيل وإيران، هذه الضربة وتداعياتها تجعلنا نتساءل لماذا لم تستخدم أمريكا هذا النفوذ للضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة ولبنان، هذا النفوذ الذي استخدمته لتحجيم ضربة إسرائيل ضد إيران غائب تماما في الملف العربي، وهو ما يجعلنا نتأكد من هشاشة موقفنا العسكري لذلك لم تقم أمريكا اعتبارا لنا، على عكس إيران التي من الممكن لها في حالة التصعيد أن ترد بقسوة، وهو ما يعكر صفو الانتخابات الأمريكية التي ستنعقد مطلع الشهر القادم.
ومن ملامح تعكير الصفو الذي تجنبته إسرائيل وأمريكا هو أن أمريكا تعهدت مرارا بدخول الحرب اذا أصرت إيران على التصعيد وتهديد أمن إسرائيل، ودخول امريكا الحرب المباشرة في هذه اللحظة السائبة لا يتفق مع تنظيم انتخابات ينتظرها الناخب الأمريكي منذ سنوات.
ونحن كعرب إلى جانب ضعفنا الواضح الذي أكدته الدماء التي سالت دخلنا معركتنا ضد إسرائيل باعتبارنا تنظيمات - حماس وحزب الله - وقرار الحرب لم تتخذه الدولة في فلسطين ولبنان، هنا موقف إيران يصبح أقوى باعتبارها دولة تناطح دولة أخرى، وهذا ما جعل الضربة الإسرائيلي أشبه ب مسرحية لحفظ ماء الوجه.
وإذا أضفنا إلى ذلك حاجة أمريكا للدولة الإيرانية في مسألتين الأولى هي ضمان تدفق النفط واستقرار أسعاره عالميا والثانية هي أن إيران قادرة على الحد من نشاط أذرعها العسكرية في الدول الأربعة التي تنطلق منها عمليات ضد إسرائيل والدول الأربعة هي لبنان واليمن وفلسطين والعراق حيث تسيطر إيران في كل دولة منهم على رافعة عسكرية قادرة على أيلام إسرائيل.
إلى هنا يمكننا القول أن الإتصالات الأمريكية الإيرانية من خلال وسطاء لم تتوقف وأنه من الممكن أن تسير تلك الاتصالات إلى موقف قد يساعد على وقف الحرب في غزة ولبنان وعودة ما تبقى من المخطوفين الإسرائيليين، ويعزز هذا التخمين أنه بدأت بالفعل في القاهرة والدوحة تفاهمات حمساوية إسرائيلية، لم يكن رحيل يحي السنوار سببا مباشرا لهذه التفاهمات ولكنها حزمة أسباب اقتنعت بها إيران مؤخرا خاصة بعد القضاء على قادة الصف الأول في حزب الله وتخريب الضاحية الجنوبية في لبنان، بما يعني أن الحرب صارت عبئا ثقيلا وأن الأثمان المدفوعة فيها باهظة، لذلك يضع كل طرف تصوراته لسيناريو مقبول شعبيا كي تنتهي هذه اللعبة الدموية التي نشهدها منذ أكثر من عام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعادل مثير بين برايتون وولفرهامبتون يمنح الأخير نقطة ثمينة في الدقائق الأخيرة
التالى فحص طبي لـ رامي ربيعة في مران الأهلي بعد شكوى السمانة