وكالة أمريكية: التدخل التركي يحطم آمال حفتر في غرب ليبيا

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سلطت وكالة "بلومبرج" الأمريكية الضوء على التقدم العسكري الذي تحرزه القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية في مواجهة قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة الجنرال خليفة حفتر، معتبرة أن التدخل التركي لصالح الحكومة المعترف بها دوليا قضى على محاولة حفتر السيطرة على العاصمة طرابلس.

 

واستهلت الوكالة تقريرا نشرته على موقعها الإليكتروني، بالإشارة إلى إعلان حكومة الوفاق صباح اليوم الجمعة السيطرة على المعقل المتبقي لخليفة حفتر في غرب ليبيا، بعد التدخل العسكري التركي لصد هجومه الذي كان يهدف للسيطرة على العاصمة.

 

وقال المتحدث العسكري باسم حكومة الوفاق في بيان على فيسبوك إن قواته سيطرت على ترهونة أخر معقل لحفتر قرب طرابلس، مضيفا :" قواتنا البطلة تبسط سيطرتها على كامل مدينة ترهونة، ولقّنت ميليشيات حفتر الإرهابية درساً لن تنساه".

 

واعتبرت الوكالة أن سقوط ترهونة ينهي فعليا الحرب في غرب ليبيا، على الرغم من استمرار نفوذ حفتر في شرق وجنوب الدولة التي مزقتها الحرب خلال السنوات العشر الماضية.

 

وقال المتحدث باسم قوات حماية ترهونة المتحالفة مع حكومة الوفاق إنها تسيطر على المدينة بالكامل.

 

وكانت ترهونة واحدة من نقاط انطلاق عديدة لهجوم حفتر الذي بدأ في أبريل من العام الماضي للاستيلاء على طرابلس.

 

وظل حفتر على أهبة الاستعداد للسيطرة على العاصمة، حتى تسبب التدخل التركي السريع في تراجع مكاسبه، ودفع قواته للانسحاب من العاصمة خلال الشهر الماضي.

 

وكانت قوات حكومة الوفاق أعلنت أمس عن استعادتها السيطرة على كامل الحدود الإدارية لمنطقة طرابلس الكبرى التي تضم العاصمة وضواحيها.

 

وفي الشهر الماضي، أعلنت حكومة الوفاق سيطرتها على قاعدة الوطية الجوية، جنوب غربي طرابلس، وهي موطئ قدم استراتيجيا مهما لقوات شرق ليبيا، وهو ما يمكن أن يكون أهم تقدم لها منذ نحو عام.

 

ويرى مراقبون أن التدخل التركي لعب دورا حاسما في قلب موازين القوى لصالح القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، إذ مثّل الدعم الجوي عبر طائرات مسيرة أهمية أساسية في المعارك.

 

وفي تعليقه على هذه التطورات، قال ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب الحرية والعدالة الحاكم في تركيا، إن التدخل التركي في ليبيا حال دون سقوط العاصمة الليبية طرابلس في أيدي قوات حفتر.

 

وأضاف أقطاي، في تصريحات صحفية أن التدخل التركي في ليبيا جاء استجابة للسلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا وليس كقوة احتلال.

 

من جهته، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس بزيادة دعم بلاده لحليفها في ليبيا لتأمين المكاسب العسكرية التي تحققت في الفترة الأخيرة وتعهد بالقيام بعمليات تنقيب مشتركة عن النفط في البحر المتوسط.

 

وأدى التدخل التركي في الصراع الليبي إلى تقهقر قوات حفتر، وهي القوات المتمركزة في شرق البلاد وتدعمها الإمارات وروسيا.

 

وقد يُعجل التقدم الأخير لحكومة الوفاق الوطني بخطوات صوب تحقيق هدنة محتملة مما يؤكد تأثير تركيا المتنامي في المنطقة الغنية بموارد النفط حيث لا يوجد لأردوغان إلا عدد قليل من الحلفاء المقربين.

 

وتوطدت العلاقات بين تركيا وحكومة الوفاق منذ توقيعهما مذكرتي تفاهم في نوفمبر ، إحداهما في مجال التعاون الأمني والعسكري، والأخرى تسمى "الصلاحيات البحرية".

 

وسمحت المذكرة الأولى بدعم عسكري علني من تركيا لحكومة الوفاق في مواجهة حفتر. وبموجب المذكرة الثانية، أعلنت أنقرة خططها للتوسع في التنقيب عن الطاقة بشرق البحر المتوسط، وسط اعتراض إقليمي على المذكرتين من قبل مصر واليونان وقبرص.

 

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالزعيم معمر القذافي وقتله في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات حفتر، وغربها في أيدي مجموعات مسلحة تساند حكومة الوفاق الوطني.

النص الأصلي

0 تعليق