في زوايا منازلنا، يتربص عداد الكهرباء القديم بهدوء، كحارس صامت يراقب كل وميض ضوء وكل تشغيل للجهاز، غير مدرك الكثير منا أنه يحمل أسرارًا قد تكلفنا الكثير، ووزارة الكهرباء والطاقة المتجددة أطلقت تحذيراتها الأخيرة، لتنبه المواطنين بأن الوقت يمر بسرعة، وأن الصمت الذي يعيشه هذا العداد لن يستمر للأبد.
رفع عداد الكهرباء القديم في هذه الحالة
خلال الأيام العشرة المقبلة، سيجد أصحاب العدادات القديمة أنفسهم أمام مفترق طرق مصيري: إما تسديد فاتورة الكهرباء في موعدها، أو مواجهة عواقب قد تصل إلى تركيب عداد مسبق الدفع، وفرض غرامات مالية تصل إلى 7% من قيمة الفاتورة، كرسالة واضحة بأن التأخير لم يعد مقبولًا.
عدم الالتزام بسداد الفاتورة سيؤدي إلى خطوات صارمة
العدادات القديمة، التي يبلغ عددها حوالي 42 مليون عداد، منها 4.5 مليون عداد متوقف بالفعل عن العمل، تنتظر قرار التغيير. هذا العدد الهائل ليس مجرد أرقام على ورق، بل يمثل ملايين الأسر والمنازل التي تعتمد على الكهرباء في حياتها اليومية، من الإضاءة إلى تشغيل الأجهزة المنزلية، مرورًا بالتبريد والتدفئة.
عدم الالتزام بسداد الفاتورة سيؤدي إلى خطوات صارمة، لكن الوزارة، كما تقول، تمنح المواطنين فرصة تحذير، وتعمل على تيسير إجراءات السداد، مع مراعاة حالات الطلب على تقسيط المديونية، قبل اتخاذ أي قرار برفع العداد.
القواعد صارمة وواضحة: أي محاولة للتلاعب بالعداد، أو مد الكهرباء للغير، أو زيادة الأحمال دون تصريح، أو حتى منع فنيي الشركة من أداء مهامهم، كلها أفعال تُعتبر مخالفة صريحة للقوانين، وتفتح الباب أمام رفع العداد وفسخ العقد.
تأخير تسجيل قراءة العداد لمدة دورتين متتاليتين
حتى حالات التأخر في تسجيل قراءة العداد لمدة دورتين متتاليتين، ستجعل المشترك يُحاسب وفق متوسط استهلاكه، وصولاً إلى قطع التغذية الكهربائية إذا استمر التجاهل.
الأيام العشرة المقبلة ليست مجرد أرقام على التقويم، بل هي فترة حاسمة لكل من يمتلك عدادًا كهربائيًا قديمًا. التحذيرات الأخيرة تأتي في وقت تزداد فيه الاعتماد على الكهرباء في كل تفاصيل الحياة اليومية، ما يجعل الالتزام بالدفع أو تبديل العداد خطوة حاسمة لتجنب انقطاع الخدمة أو فرض غرامات مالية.
وزارة الكهرباء، عبر صفحاتها الرسمية ووسائل الإعلام، تؤكد أن الهدف ليس العقاب، بل الحفاظ على حق المواطنين في خدمة مستمرة وآمنة، وضمان العدالة بين الجميع في استهلاك الطاقة.
في النهاية، هذا العدّاد الصامت ليس مجرد جهاز تقني، بل رمز لتحولات الحياة اليومية، ومسؤولية الفرد في مواجهة التحديات الحديثة للطاقة. ومن يتجاهل التحذيرات، سيكتشف قريبًا أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن كل وميض ضوء يحمل معه تحذيرًا واضحًا: الوقت ينفد، والخيار بين الالتزام أو التكاليف الزائدة صار واضحًا لا لبس فيه.
















0 تعليق