شعبان 2026..الحسابات الفلكية تحسم موعد بدايته قبل أسابيع من الرؤية

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بين صمت السماء وحركة الأفلاك، يولد الزمن في صورة هلال، لا يُرى بالعين المجردة أحيانًا، لكنه يُقاس بالدقة المتناهية داخل معامل البحوث الفلكية، فهناك، حيث الأرقام تحكي ما تعجز عنه التلسكوبات في بعض الليالي، تُكتب ملامح الشهور الهجرية قبل أن يرفع الناس أبصارهم بحثًا عن خيط الضوء الرفيع في الأفق، وموعد شهر شعبان.

موعد شهر شعبان 2026

ومع اقتراب نهاية شهر رجب، تتجدد الأسئلة السنوية حول موعد دخول شهر شعبان، ذلك الشهر الذي يمثل جسرًا زمنيًا وروحيًا بين رجب ورمضان، ويحمل في أيامه استعدادًا مبكرًا لأقدس شهور العام الهجري.

الحسابات تعتمد على أسس علمية

وفي هذا السياق، كشفت الحسابات الفلكية الصادرة عن المعهد القومي للبحوث الفلكية، عبر معمل أبحاث الشمس، تفاصيل دقيقة حول لحظة ميلاد هلال شهر شعبان لعام 1447 هجريًا، لتضع حدًا للتكهنات، وتمنح صورة علمية واضحة عن توقيت الاقتران وحركة القمر وغروبه في مختلف العواصم العربية والإسلامية. 

هلال شعبان

هذه الحسابات، التي تعتمد على أسس علمية دقيقة، لا تهدف إلى إلغاء الرؤية الشرعية، لكنها تقدم خريطة زمنية تساعد على فهم ما سيحدث في السماء قبل أن يحدث على الأرض.
وبحسب ما أعلنه المختصون، فإن ولادة هلال شعبان ستحدث مباشرة بعد الاقتران، في توقيت متأخر من ليل يوم الأحد، الموافق 29 من شهر رجب 1447 هجريًا. ورغم ولادة الهلال فلكيًا في ذلك التوقيت، فإن المعطيات تشير بوضوح إلى استحالة رؤيته في نفس يوم الرؤية، إذ يغرب القمر القديم قبل غروب الشمس في مكة المكرمة والقاهرة وباقي محافظات الجمهورية، وهو ما يجعل اكتمال عدة شهر رجب أمرًا محسومًا من الناحية الفلكية.
وتتباين مدد غروب القمر من مدينة لأخرى، لكنها تشترك جميعًا في دلالة واحدة: السماء لن تمنح فرصة لرؤية الهلال الجديد في ذلك اليوم. وبناءً على ذلك، يصبح اليوم التالي هو المتمم لشهر رجب، بينما تُعلن غرة شهر شعبان فلكيًا في اليوم الذي يليه، لتبدأ صفحة جديدة في التقويم الهجري، ويبدأ العد التنازلي الفعلي لشهر رمضان المبارك.
ولا يمكن قراءة هذه البيانات بمعزل عن السياق الأوسع للتقويم الهجري، ذلك النظام الزمني الذي ارتبط بحركة القمر منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، وظل شاهدًا على ارتباط الزمن بالعقيدة والعبادة. فالتقويم القمري لا يُقاس بالأيام فقط، بل بالإيقاع الروحي الذي يضبط حياة المسلمين، من صيام وحج وزكاة ومناسبات دينية كبرى. ومن هنا، تكتسب الحسابات الفلكية أهمية خاصة، ليس فقط لدقتها العلمية، بل لدورها في تنظيم حياة ملايين البشر.

أوضحت الحسابات الفلكية التي أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن ميلاد هلال شهر شعبان لعام 1447 هجريًا سيحدث عقب الاقتران مباشرة، وذلك في تمام الساعة التاسعة والدقيقة 53 مساءً بتوقيت القاهرة المحلي، يوم الأحد الموافق 18 يناير 2026 ميلاديًا، وهو يوم تحري الرؤية.

وأكدت الحسابات أن الهلال الجديد لن يكون قد وُلد بعد عند غروب شمس يوم الرؤية، حيث يغرب القمر في طوره القديم قبل غروب الشمس بعدة دقائق في مختلف المناطق. 

ففي مكة المكرمة، يغرب القمر قبل غروب الشمس بنحو 19 دقيقة، بينما يصل الفارق في القاهرة إلى 23 دقيقة، وتتراوح المدد في باقي محافظات الجمهورية بين 19 و24 دقيقة. أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية، فتتفاوت فترات الغروب بين 8 و31 دقيقة.

وبناءً على هذه المعطيات، يكون يوم الاثنين الموافق 19 يناير 2026 هو اليوم المكمل لشهر رجب 1447 هجريًا، على أن تكون غرة شهر شعبان فلكيًا يوم الثلاثاء 20 يناير 2026.

أُنشئ هذا التقويم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه

ويعتمد التقويم الهجري على الدورة الكاملة للقمر حول الأرض، حيث يتكون من 12 شهرًا قمريًا تبدأ بالمحرم وتنتهي بذي الحجة. وقد أُنشئ هذا التقويم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين اتخذ من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مرجعًا لأول سنة هجرية، ليصبح منذ ذلك الحين الأساس الزمني المعتمد في العبادات الإسلامية، ولا يزال مستخدمًا رسميًا في بعض الدول العربية حتى اليوم.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق