قال الشاعر والكاتب الصحفي محمد العسيري إن أي فعل إبداعي في اللحظة الراهنة التي يعيشها الشرق الأوسط، وليس مصر وحدها، يُعد إنجازًا في حد ذاته، مشيرًا إلى أن القدرة على الكتابة والتفوّق فيها وسط هذا المناخ تمثل قيمة استثنائية، مهنئًا الروائي والمخرج شريف سعيد بمناسبة فوز روايته «عسل السنيورة» بجائزة نجيب محفوظ للرواية لعام 2025.
جاء ذلك خلال فعاليات ندوة نظّمتها جريدة «الدستور» احتفاءً بتتويج شريف سعيد بجائزة نجيب محفوظ لأفضل رواية مصرية لعام 2025، بحضور الإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير الدستور، وبمشاركة لفيف من الكُتّاب والمثقفين.
وأضاف «العسيري» أنه لفت انتباهه، خلال مداخلة المؤرخ الدكتور محمد عفيفي، وجود تحفّظات على مفهوم الرواية التاريخية، في ظل تداخلها أحيانًا مع رواية السيرة الذاتية، مطالبًا بضرورة فك هذا الاشتباك المفاهيمي، ومعلنًا توجيه سؤال إلى الروائي والمخرج شريف سعيد حول توقيت رفع القيمة المادية للجوائز الأدبية في مصر.
وأشار إلى أنه رغم القيمة الرمزية الكبرى لاسم نجيب محفوظ المرتبط بالجائزة، فإن هناك مؤسسات ثقافية حديثة باتت تقدم جوائز ذات قيمة مالية أعلى، مؤكدًا أن ارتفاع القيمة المادية للجائزة يمثل دعمًا حقيقيًا للكاتب، ويمنحه القدرة على الاستمرار والإنتاج.
وأوضح «العسيري» أنه إذا تطلّب الأمر اختزال هذا العدد الكبير من الجوائز الأدبية في مصر مقابل جائزة واحدة كبرى ذات قيمة مالية مرتفعة، فإن ذلك سيكون أكثر تأثيرًا وجدوى، معربًا عن أمله في أن يحسم المجلس الأعلى للثقافة هذا الملف.
وضرب مثالًا ببرنامج «دولة التلاوة»، الذي تصل قيمة جائزته إلى مليون جنيه، معتبرًا أن هذه القيمة المادية أضفت ثقلًا كبيرًا على المسابقة، وشجّعت المتسابقين على التقدم، بما يمثل إضافة حقيقية للقوة الناعمة المصرية.
وأضاف «العسيري» أنه يعرف شريف سعيد من خلال أعماله الأدبية وتجربته الإخراجية، مؤكدًا اتفاقه مع ما طرحته الإعلامية الدكتورة صفاء النجار بشأن أهمية توثيق خريجي كلية الإعلام الذين اتجهوا إلى الإبداع الأدبي.
ولفت إلى أنه كان يأتي من صعيد مصر إلى كلية الإعلام خصيصًا لحضور ندوات الشاعر جمال بخيت، مطالبًا الدكتور محمد الباز بضرورة احتفاء جريدة «الدستور» بالمبدعين من خريجي كلية الإعلام، وتقديمهم بوصفهم أحد روافد المشهد الثقافي المصري.











0 تعليق