الصين تستعد واليابان تحذر.. تغييرات عسكرية كبرى وتدريبات تحاكي «استعادة تايوان» وتصعيد غير مسبوق مع اليابان

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج عن تغييرات جوهرية في قيادة الجيش، شملت تعيين الجنرال يانج تشيبين قائداً لقيادة المسرح الشرقي المسؤول عن عمليات محتملة في نطاق تايوان، بدلاً عن الجنرال لين شيانجيانج، كما تم تعيين الجنرال هان شنجيان قائداً للمسرح المركزي الذي يشرف على دفاعات بكين والمناطق المحيطة بها. وتأتي هذه التعديلات وسط حملة تطهير واسعة في صفوف كبار الضباط، شملت إقصاء ثانٍ لأرفع رجال الجيش وثمانية قادة آخرين بمزاعم جرائم فساد جسيمة، في إطار ما تصفه بكين بـ«مكافحة الفساد» وتعزيز الجاهزية القتالية. 

مناورات بالذخيرة الحية: حرب المدن وتدريب على الاستيلاء والتحكم

وفي أول أمس السبت، أعلن الجيش الصيني عن تنفيذ مناورات بالذخيرة الحية تركز على حرب المدن؛ شملت عمليات استطلاع واقتحام وتطهير واحتلال مناطق مبنية بغرض محاكاة سيناريو عسكري يستهدف استعادة تايوان إلى «الوطن الأم» — وهو ما يمثّل تصعيداً عملياً لمهارات القتال الحضري والاستيلاء على أهداف استراتيجية داخل بيئات عمرانية معقدة. 

تايوان: استعداد للدفاع.. واستراتيجية رد سريعة

ومن جانبها ردّت تايوان رسمياً على تصاعد النشاط العسكري الصيني بالتأكيد على أن جيشها قادر على الاستجابة السريعة لأي هجوم مفاجئ، مع نظام قيادة لا مركزي يسمح للوحدات بالتصرف دون انتظار الأوامر العليا، وذلك في سياق ما تصفه تايبيه بأنه تصعيد دائم ضمن «منطقة الضغط الرمادية» من جانب بكين. 

وفي تصريحات سابقة، أكّد رئيس وزراء تايوان أن عودة الجزيرة إلى الصين ليست خياراً للشعب التايواني، مؤكداً التمسك بسيادة البلاد، وهو ما يضع الأساس للتوتر العسكري المستمر. 

توتر صيني–ياباني.. تصريحات تاكايتشي تشعل الأزمة

على خلفية التطورات في مضيق تايوان، أثارت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي جدلاً دولياً واسعاً بقولها إن أي هجوم صيني على تايوان يمكن أن يُعد تهديداً وجودياً لليابان مع إمكانية تدخل عسكري من جانب طوكيو، وهو موقف لم يتراجع عنه رغم الضغوط الصينية. 

وردّت بكين بتحذيرات صارمة، بل تجاوزت ذلك إلى تهديدات تتحدث عن هزيمة ساحقة لليابان إذا تدخلت عسكرياً في القضية، وطالبت اليابان بسحب تصريحاتها.

في تطور دبلوماسي بارز، تقدّمت الصين بشكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد طوكيو، متهمة إياها بانتهاك الأعراف الدولية عبر التحريض على تدخل مسلح في قضية تايوان. 

الداخل الصيني.. حملة تطهير وإصلاحات عميقة في الجيش

حملة التطهير التي يقودها شي جين بينج ليست معزولة؛ بل تأتي ضمن استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة الجيش وتعزيز كفاءته القتالية في مواجهة تحديثات جذرية للقوات المسلحة. هذا يشمل تحولات تنظيمية وتحديثات في مفهوم الحرب الحديثة، بخلاف التركيز على قدرات الردع المتقدمة.

كذلك دفعت هذه التحولات إلى تقليص الخبرات القديمة داخل القيادة العسكرية، ما أحدث ردود فعل واسعة لدى المحللين الذين يعتبرون أن حملة التطهير تعكس انزعاجاً من بعض أجنحة القوة الصاروخية والجهود لتحجيم النفوذ الداخلي لقادة قد يتحدّون مركزية القرار العسكري. 

النتائج المحتملة في الأيام المقبلة  تحليل دولي معمّق

ضغوط تصاعدية: استمرار المناورات القتالية والترتيبات القيادية تسير في اتجاه جاهزية أكبر لسيناريوهات عسكرية قد تتجاوز التدريبات لتصل إلى ردع فعلي، ما يشكل اختباراً حقيقياً لقوة الردع التايوانية والتحالفات الإقليمية.

ردود فعل دولية: الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، مثل الفلبين وفيتنام، قد يعززون تعاونهم العسكري مع تايوان واليابان في إطار ما يعتبرونه ضماناً لاستقرار ما يُعرف بمنطقة «المحيطين الهندي–الهادئ .

الداخل الياباني.. تحوّلات سياسية وجيوستراتيجية

تصريحات تاكايتشي تنمّ عن اتجاه سياسي داخلي في اليابان نحو تقوية السياسات الدفاعية ورفع مستوى التهديدات الاستراتيجية ضد بيونغ يانغ وبكين. هذا يعكس ضغوطاً من تحالفات محلية وخارجية لدعم دور أكثر فعالية لليابان في الأمن الإقليمي مقارنة بتوجهات ما بعد الحرب العالمية الثانية. 

خلاصة تقييم للمشهد وفق ابرز التحليلات الدولية 

الغالبية العظمى من التحليلات الدولية تشير إلى أن عدم وجود «فائز» واضح في حالة اندلاع صراع مباشر بين الصين واليابان أو حول تايوان، لأن التبعات ستكون مدمرة اقتصادياً واستراتيجياً على الجميع.

السيناريو الأقرب هو تصعيد محدود ومستمر ضمن حدود الضغط والردع بدل حرب مفتوحة، مع احتمالات ارتفاع مستوى التعاون العسكري بين تايوان والدول الديمقراطية.

وأي مواجهة لن تكون تقليدية فقط؛ بل ستكون مزيجاً من الحرب المعلوماتية، الاقتصادية، والسيبرانية قبل أي اشتباك تقليدي شديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق