قال الدكتور محمد المتبني، رائد زراعة الكبد في مصر، إن نجاح عمليات زراعة الأعضاء وإنقاذ ملايين المرضى حول العالم، دفع بعض الدول إلى التفكير في إدراج الرغبة في التبرع بالأعضاء ضمن البطاقة الشخصية، وهي خطوة لم تنفذ في مصر حتى الآن رغم أهميتها، مشيرًا إلى أنها نقطة البداية الحقيقية المطلوبة منذ سنوات.

وأضاف المتبني، خلال حواره ببرنامج “كلمة أخيرة”، والمذاع عبر فضائية on أن التجربة الفرنسية تعد نموذجًا متقدمًا، حيث يعتبر جميع المواطنين متبرعين بالأعضاء دون الحاجة إلى موافقة مسبقة، باستثناء من يعلن رفضه أثناء حياته، ما يجعل الرافضين أقلية، ويسهم في توسيع دائرة التبرع وتسريع وتيرة عمليات الزراعة مقارنة بدول أخرى.

وأشار إلى أن الإحصاءات في العالم الغربي تؤكد أن 97% من عمليات زراعة الأعضاء تتم من متوفين حديثًا، مقابل 3% فقط من متبرعين أحياء، بينما تعتمد مصر بنسبة 100% حتى عام 2025 على المتبرعين الأحياء في زراعة الكبد، وهو ما يحد بشدة من موارد التبرع المتاحة.

وأكد أن مصر محرومة من النسبة الأكبر من موارد التبرع، موضحًا أن زراعة الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين والكليتين والكبد والأمعاء والبنكرياس تتطلب متوفين حديثًا، بينما يقتصر العمل محليًا على المتبرعين الأحياء، إلى جانب وجود أنسجة يمكن حفظها في بنوك متخصصة.

غياب ثقافة التبرع من المتوفى حديثًا يمثل العائق الأكبر

وتابع أن غياب ثقافة التبرع من المتوفى حديثًا يمثل العائق الأكبر، مشيرًا إلى مطالبته عبر اللجنة العليا لزراعة الأعضاء، المنصوص عليها في قانون 2010، بإدراج خانة في الرقم القومي تحدد الرغبة في التبرع أو عدمه، وقد تم إرسال طلب رسمي لوزارة الداخلية دون رد نهائي حتى الآن.