أعلنت ولاية الخرطوم شروعها في تنفيذ عملية واسعة لنقل وإعادة دفن نحو 15 ألف رفات من ضحايا الحرب، بعد أن كانت موزعة في الميادين العامة، والمنازل، وعدد من المرافق الخدمية داخل الولاية، في خطوة تهدف إلى معالجة الآثار الإنسانية والصحية التي خلفها النزاع المسلح-بحسب وكالة السودان للأنباء (سونا).
وأوضحت الولاية أن هذه العمليات شملت جمع الرفات التي دُفنت بشكل مؤقت خلال فترات الحرب في مواقع مختلفة، حرصًا على سلامة المواطنين وحماية الممتلكات العامة، قبل نقلها إلى المقابر الرسمية المخصصة لهذا الغرض، عقب استكمال الإجراءات القانونية والفحوصات اللازمة للتعرف على هوية الضحايا قدر الإمكان.
وأكد والي الخرطوم، أحمد عثمان، خلال لقائه وزير الصحة، ضرورة استكمال جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بمواقع الدفن المؤقتة، مشددًا على أن العمل سيستمر دون توقف إلى حين جمع كل الرفات وإعادة دفنها وفق الضوابط المعتمدة والمعايير الصحية والإنسانية.
وأشار الوالي إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن جهود الولاية لتوثيق ضحايا الحرب بصورة رسمية، وتكريمهم بما يليق بكرامتهم الإنسانية، إلى جانب تسهيل مهمة أسر الضحايا في التعرف على رفات ذويهم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم في هذه المرحلة الحساسة.
وتأتي هذه العملية في وقت لا تزال فيه الخرطوم تعاني من تداعيات الحرب، وسط مطالبات متزايدة من منظمات إنسانية وحقوقية بضرورة الإسراع في معالجة الملفات الإنسانية العالقة، وضمان احترام حقوق الضحايا وأسرهم، باعتبار ذلك خطوة أساسية على طريق التعافي المجتمعي وإعادة الاستقرار إلى العاصمة.
تمثل عملية نقل وإعادة دفن رفات ضحايا الحرب في الخرطوم خطوة مهمة نحو تصحيح مسار العدالة الإنسانية، وتقديم الاحترام لكرامة الضحايا. كما تعكس حرص الولاية على توثيق التاريخ المأساوي للنزاع، وتوفير الدعم لأسر الضحايا في التعرف على رفات ذويهم.
ورغم الجهود المبذولة، يبقى الطريق طويلًا نحو معالجة آثار الحرب بالكامل، بما في ذلك الجوانب النفسية والاجتماعية، وتحقيق التوازن بين العدالة والمصالحة، لضمان إعادة الاستقرار والطمأنينة للمجتمع السوداني.
تحذير أممي من تصاعد حرب السودان: دارفور تشهد جرائم إبادة جماعية













0 تعليق