خبير مناخي: ذوبان الأنهار الجليدية يتسارع والمستقبل مقلق إذا استمر الوضع على حاله

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال خبير التغيرات المناخية محمد الطواها، إننا نشهد حاليًا "ذروة انقراض الأنهار الجليدية"، وهو مصطلح يعبر عن المرحلة التي يبدأ فيها اختفاء الأنهار الجليدية بأسرع وتيرة في التاريخ الحديث.

وتابع، خلال مداخلة عبر تطبيق "سكايب" على فضائية "القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أن الخطورة لا تكمن فقط في فقدان الجليد ذاته، بل في الوصول إلى مرحلة غير قابلة للعودة، حيث يصبح ذوبان الأنهار الجليدية حتميًا حتى لو توقفت الانبعاثات في المستقبل، لافتًا إلى أن تقديرات فقدان 100 ألف نهر جليدي تأتي نتيجة لبحوث وتحليل بيانات عالمية استخدمت الأقمار الصناعية وسجلات ميدانية تمتد لعقود طويلة.

وأوضح أن هذه التقديرات ليست مجرد أرقام من جهة واحدة، بل هي نتاج تجميع وتحليل شامل يعكس واقعًا علميًا دقيقًا يعتمد على نماذج مناخية محسنة تأخذ في الحسبان تأثيرات تغير درجات الحرارة وأنماط الهطول، منوهًا بأن هذه النماذج لا تفترض أسوأ السيناريوهات بل تعتمد على استمرار الانبعاثات وفق المسار الحالي ما يجعل الأرقام التي تمت الإشارة إليها واقعيًا.

 

تسارع اختفاء الأنهار الجليدية

وأكد أن التخوف الأكبر هو أن العالم قد لا يكون مستعدًا لمعالجة هذه المشكلة بالشكل المطلوب، مشيرًا إلى أن الاحترار العالمي يحدث بوتيرة أسرع مما كانت تتوقعه التوقعات السابقة، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة لا يؤثر فقط على ذوبان الجليد مباشرة، بل يؤدي أيضًا إلى تغييرات في نوعية الهطول حيث تتحول كميات أكبر من الثلوج إلى مطر ما يحرم الأنهار الجليدية من التغذية التي تعوض ما يذوب منها.

وأضاف أن تراكم الغبار والسخام الأسود الناتج عن النشاط الصناعي وحرائق الغابات يسهم في تسريع هذه العملية، فالغبار الأسود يشكل طبقة داكنة على سطح الجليد ما يقلل من قدرة الجليد على عكس أشعة الشمس مما يزيد من سرعة ذوبانه، بحسب قوله، فيجب الالتزام بالحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية قد يساعد في تقليل الأضرار.

وشدد على أن هذا الرقم ليس حلًا سحريًا، لكنه الحد الفاصل بين خسائر يمكن إدارتها وانهيار واسع النطاق"، والعديد من الأنهار الجليدية الصغيرة والمتوسطة قد اختفت بالفعل، لكن خفض الاحترار سيعطي فرصة للأكبر منها للبقاء لفترة أطول، لافتًا إلى أن الفرق بين سيناريو 1.5 درجة و2.7 درجة مئوية ليس مجرد فرق رقمي، بل هو فرق نوعي، حيث إن وصول الحرارة إلى 2.7 درجة مئوية يعني اختفاء معظم الأنهار الجليدية الصغيرة والمتوسطة في العديد من المناطق، ما يؤدي إلى تسارع ذوبان الجليد في المناطق الجبلية والقطبية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق