توفيت اليوم الفنانة سمية الألفي عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. رحيلها أحزن الوسط الفني والجمهور، إذ تركت بصمة واضحة في السينما والتلفزيون المصريين عبر أدوارها المميزة ومواقفها الإنسانية الصعبة.
نشأة سمية الألفي
ولدت سمية الألفي في محافظة الشرقية عام 1953، وحصلت على ليسانس الآداب قسم علم الاجتماع قبل أن تدخل عالم الفن، بدأت مشوارها الفني في السبعينيات، وشاركت في مسرحيات ومسلسلات وأفلام عديدة، من أبرزها أفواه وأرانب وليالي الحلمية، قدمت شخصيات متعددة أثبتت من خلالها قدرتها على تنويع أدوارها والاقتراب من قلوب الجمهور.
ارتبطت سمية الألفي بالفنان الراحل فاروق الفيشاوي في زواج دام 16 عامًا، خلال هذه الفترة، واجهت تحديات كبيرة، إذ صرحت أنها تعرضت لإجهاض 12 جنينًا قبل أن تنجب ابنها الأول أحمد الفيشاوي، بعد تدخل طبي متخصص، رغم حبها الكبير لزوجها، عانت من خياناته المتكررة، وهو ما أدى في النهاية إلى انفصالهما، مع الحفاظ على علاقة ودية لاحقًا.
زيجات سمية الألفي
بعد طلاقها من الفيشاوي، تزوجت الألفي عدة مرات بحثًا عن الاستقرار، كان من أبرزها زواجها من الملحن مودي الإمام، ثم من المخرج جمال عبد الحميد، وأخيرًا من الفنان مدحت صالح، إلا أن جميع هذه الزيجات لم تستمر طويلًا، وانتهت بالانفصال. وعلى الرغم من ذلك، صرحت سمية بأنها لم تفقد أملها في الحب، وكانت دائمًا تحرص على تربية أولادها بحب واهتمام.
أمومة سمية الألفي
على الرغم من المعاناة الصحية التي مرت بها خلال سنوات حياتها، كانت الأمومة محور اهتمامها، وكرست حياتها لأولادها أحمد وعمر الفيشاوي، أجهاضها المتكرر لم يمنعها من الاستمرار في المحاولة لتحقيق حلم الإنجاب، وقد أثرت تجاربها الصعبة على رؤيتها للحياة والأسرة.
في سنواتها الأخيرة، واجهت سمية الألفي تحديات صحية صعبة، حيث أجرت عدة عمليات جراحية وعانت من مشاكل مزمنة أثرت على حياتها اليومية، وأن المرض كان السبب الرئيس في وفاتها صباح اليوم، بعد رحلة طويلة من الألم والصبر.
إرث سمية الألفي الفني
تركزت مسيرة سمية الألفي على الأعمال الدرامية والسينمائية التي ما زال الجمهور يتذكرها. تميزت بأدوارها الاجتماعية والكوميدية، وتركت إرثًا فنيًا غنيًا يشمل عشرات الأعمال التي ما زالت تحتفظ بقيمتها في ذاكرة الدراما المصرية، كما تميزت بحضورها الإنساني خارج الشاشة، ما جعلها شخصية محبوبة للجمهور وزملائها الفنانين.
برحيل سمية الألفي، يفقد الفن المصري واحدة من أبرز الفنانات اللواتي جمعن بين الموهبة والإنسانية. حياة مليئة بالتحديات الشخصية والفنية، حب لم يتوقف، ومعاناة لم تكسّر روحها، تجعل من قصة سمية الألفي قصة إلهام للأجيال القادمة.

















0 تعليق