صدر حديثا عن دار الثقافة الجديدة للنشر، كتاب جديد بعنوان، “حكايات السندبادة.. السودان في قلب مصرية”، للكاتبة ماجدة سعيد. ويتناول الكتاب الحركة الوطنية في السودان منذ العام 1885.
"السودان في قلب مصرية".. جديد دار الثقافة الجديدة
وفي مقدمتها للكتاب، تشير مؤلفته الباحثة ماجدة سعيد إلي أن: السودان بلد عزيز على قلبي عشت فيه سنوات طويلة منذ طفولتي المبكرة مع والدي ووالدتي، ثم عدت في سن الخامسة إلى مصر مع والدتي، وعندما بلغت الحادية عشرة رجِعت إليه ثانية لأعيش مع والدي وقضيت فيه جزءا كبيرا من شبابي حتى تزوجت وأنجبت أبنائي الثلاثة، وأخيرا عدت مع زوجي وأبنائنا بصورة نهائية إلى مصر في أواخر الثمانينات، ولذلك فحكاياتي عنه ليست كباقي البلدان لأنها استغرقت عمرا كاملا، تداخَل بين منعطفاتها العام مع الخاص.
السودان صورة مصغرة لإفريقيا
وتلفت “سعيد” إلى: “السودان صورة مصغرة لقارة أفريقيا، فإذا نظرت إلى حدوده على الخريطة وجدتها شبيهة بحدود القارة الأم وكأنه الابن البكر الذي يحمل كل جينات الأم فيماثلها شكلا وروحا، كلما اتجهنا شمالا رقت ملامح أبنائه واقتربت من ملامح سكان شمال القارة بل فاقتها دقة وجمالا مع تميزها بسمرة خفيفة، وكلما أوغلنا جنوبا غلظت تلك الملامح وتطابقت مع العرق الزنجي في جنوب القارة، وإن جمعت بين أبناء الشمال والجنوب صفات متقاربة أبرزها الطيبة والسماحة والأدب الجم، ومرح داخلي يتحين الفرص ليبرز في ابتسامة تضئ وجوههم وعيونهم بالبشر الذي يحتضنك في ترحاب وأمان”.
حكاية أول امرأة تقود مظاهرة في السودان
وتضيف “سعيد”: "أسس على عبد اللطيف وزملاء له في أبريل 1924 "جمعية اللواء الأبيض" لبعث الوعى السياسي ضد الاستعمار البريطاني".
وارتبط نشاط الجمعية بما كان يحدث في مصر من تحريض ضد الإدارة الاستعمارية البريطانية، والدعوة إلى الوحدة بين مصر والسودان تحت شعار وحدة وادى النيل، وكانت مؤيدة لحزب الوفد، وتتلقى دعما ماديا من النادي المصري في الخرطوم قدره 50 جنيها شهريا بخلاف اشتراكات أعضائها ومؤيديهم، وسميت (اللواء الأبيض) نسبة للراية البيضاء التي كانت تشكل علمها، ومن مؤسسيها أيضا عبدالله خليل الذى صار رئيسا للوزراء فيما بعد، واستقطبت جمعية اللواء الأبيض العديد من طلبة كلية غوردون ومعهد أم درمان العلمي وصغار ضباط الجيش، وموظفي مصلحة البريد والبرق لتسهيل اتصالاتها داخليا وخارجيا، وقد قادت الجمعية ثورة 1924م وخرجت المظاهرات منددة بالاستعمار البريطاني.
ولكن تم القبض على “على عبداللطيف” وزملاءه وسجنهم، وقامت زوجته في 9 أغسطس 1924م بقيادة مظاهرة تساند طلاب المدرسة الحربية بالخرطوم وعددهم 51 طالبًا خرجوا في مظاهرة عسكرية سلمية يدعون فيها للإفراج عن زملائهم أعضاء جمعية اللواء الأبيض، فنالت شهرة حين ذاك باعتبارها أول امرأة سودانية تشارك في النشاط السياسي المناوئ للاستعمار، وتم نفى على عبداللطيف عام 1925م إلى مصر.















0 تعليق