نيفين مندور .. استطاعت الفنانة الراحلة نيفين مندور أن تحجز لنفسها مكانًا سريعًا في قلوب الجمهور منذ ظهورها السينمائي الأول، حين أطلت بدور مميز في فيلم «اللي بالي بالك» أمام النجم محمد سعد، حيث قدمت شخصية «فيحاء» زوجة رياض المنفلوطي بأداء متوازن وحضور لافت، أكد منذ اللحظة الأولى امتلاكها أدوات تمثيلية حقيقية، وقدرة على الوقوف بثقة أمام نجم جماهيري كبير، وهو ما جعل النقاد والجمهور يتوقعون لها مستقبلًا فنيًا واعدًا.
وُلدت نيفين مندور عام 1972، ونشأ بداخلها حب التمثيل منذ سنواتها الأولى، فكانت تشارك في المسرحيات المدرسية ثم الجامعية، قبل أن تخطو خطوتها الأهم نحو السينما من خلال فيلم «اللي بالي بالك»، الذي فتح لها أبواب الدراما، فشاركت بعده في مسلسل «راجعلك يا إسكندرية» مع خالد النبوي، ثم مسلسل «مطعم تشي توتو» إلى جانب سمير غانم وفاروق الفيشاوي، إلا أن هذا الحضور لم يستمر طويلًا، لتختفي فجأة عن الساحة الفنية لسنوات أثارت الكثير من التساؤلات.
أزمات إنسانية وقضائية غيّرت المسار
مرت نيفين مندور بمحطات قاسية في حياتها، كان أبرزها أزمات قانونية متداخلة، تسببت في ابتعادها عن الأضواء، ثم تكررت الضغوط مرة أخرى عام 2016، قبل أن تتلقى ضربة إنسانية موجعة بمرض والدتها ثم وفاتها، ما ترك أثرًا نفسيًا بالغًا عليها. وفي تصريحات تلفزيونية عام 2022، أكدت نيفين براءتها من تلك القضايا، موضحة أن الأمر كان مرتبطًا بوالدها، وأنها فضّلت الصمت حفاظًا على أسرتها وصورتها الاجتماعية.
الابتعاد عن الفن بين الخوف والوفاء للأم
كشفت نيفين مندور أن السبب الحقيقي لابتعادها عن الفن لسنوات طويلة كان مرض والدتها، التي رافقتها بين المستشفيات قرابة ثماني سنوات، معتبرة أن وجودها بجانبها كان أولوية مطلقة، كما اعترفت بشعورها بالخوف بعد نجاحها السريع، إضافة إلى رفض والدها عودتها للتمثيل لاحقًا، رغم دعمه الكبير لها في السابق.
النهاية الحزينة.. حريق ومشرحة ووداع أخير
أسدل الستار على حياة نيفين مندور في مشهد مأساوي، بعدما اندلع حريق داخل شقتها بمنطقة العصافرة في الإسكندرية، وأسفر عن وفاتها متأثرة بالإصابات، ليتم نقل الجثمان إلى مشرحة الإسعاف، وعرضه على الطب الشرعي، قبل التصريح بالدفن عقب التأكد من عدم وجود شبهة جنائية، لتنتهي رحلة فنية وإنسانية قصيرة، لكنها مليئة بالأحلام والانكسارات.
















0 تعليق