شاركت الحاجة هانم نبيل، 72 سنة، في العملية الانتخابية بمحافظة الغربية، بعدما وصلت إلى لجنتها الانتخابية على مقعد متحرك، في مشهد إنساني عكس روح التكافل والتنظيم داخل اللجان، وبمجرد وصولها، سارع القائمون على اللجنة وعدد من المواطنين إلى تقديم المساعدة اللازمة، وتوفير ممر آمن لحركة المقعد المتحرك، مع الاهتمام بتوصيلها حتى باب اللجنة، بما يضمن سهولة الدخول والإدلاء بالصوت دون عناء.

وجرى التعامل مع الحالة وفقًا للإجراءات التنظيمية المقررة، مع إعطاء أولوية لكبار السن وذوي الهمم، وتقديم الإرشاد اللازم، في إطار الحرص على تمكين جميع المواطنين من ممارسة حقهم الدستوري في أجواء إنسانية ومنظمة.

صوتي أمانة ومسؤولية أحرص عليها

وقالت الحاجة هانم نبيل في تصريحها عقب الإدلاء بصوتها إن مشاركتها في الانتخابات تمثل أمانة مجتمعية قبل أن تكون حقًا شخصيًا، مؤكدة أن العمر أو الإعاقة لا يمكن أن يكونا سببًا للتراجع عن أداء الواجب الوطني. وأضافت أنها حرصت على الحضور رغم صعوبة الحركة، لأن صوت المواطن له قيمة وتأثير في اختيار من يمثله داخل مجلس النواب.

وأوضحت أن نزولها إلى اللجنة رسالة واضحة بأن المشاركة مسؤولية مشتركة بين الجميع، وأن كل صوت يساهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة، مؤكدة أن الوطن يحتاج إلى مشاركة أبنائه في كل استحقاق دستوري.

رسالة إلى الشباب: لا تفرطوا في حقكم

ووجهت الحاجة هانم نبيل رسالة مباشرة إلى الشباب، دعتهم فيها إلى المشاركة الإيجابية وعدم التردد في النزول إلى اللجان، مؤكدة أن الشباب هم عماد الوطن وقوته الحقيقية، وأن الامتناع عن التصويت يضيع حقهم في اختيار من يعبر عن طموحاتهم وقضاياهم.

وشددت على أن مشاركتها على مقعد متحرك جاءت لتؤكد أن من يستطيع الحضور لا ينبغي أن يتكاسل، وأن الواجب الوطني لا يرتبط بالراحة أو الظروف المثالية، بل بالإرادة والشعور بالمسؤولية.

تنظيم يعكس وعيًا انتخابيًا

ويعكس مشهد مشاركة الحاجة هانم نبيل مستوى التنظيم داخل اللجان بمحافظة الغربية، والالتزام بتوفير سبل الراحة لكبار السن وذوي الهمم، بما يسهم في تعزيز المشاركة المجتمعية ويؤكد أن العملية الانتخابية تسير بروح من التعاون والاحترام المتبادل.

وتعد هذه المشاركة نموذجًا حيًا للوعي الوطني، ورسالة قوية بأن الاستحقاقات الدستورية مسؤولية جماعية، وأن المشاركة فيها حق وواجب لا يسقط بتقدم العمر أو صعوبة الحركة.