أعلن الفاتيكان، اليوم الخميس، تعيين المطران رونالد هيكس، أسقف جوليت بولاية إلينوي، رئيسًا جديدًا لأساقفة نيويورك، في أحد أبرز القرارات التي يتخذها البابا ليو الرابع عشر في الولايات المتحدة منذ توليه المنصب.
ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، يأتي التعيين في توقيت حساس، مع تصاعد الجدل حول سياسات الهجرة التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترامب، ووسط تحديات داخلية تواجهها الكنيسة الكاثوليكية الأمريكية.
انتقال قيادي بعد تقاعد الكاردينال دولان
ويخلف هيكس الكاردينال تيموثي دولان، الذي قدم استقالته في فبراير الماضي عند بلوغه سن الخامسة والسبعين، وفق القواعد الكنسية. وكان الفاتيكان قد أرجأ الإعلان عن التعيين الجديد إلى حين استكمال دولان خطة إنشاء صندوق بقيمة 300 مليون دولار لتسوية دعاوى الاعتداءات الجنسية المرفوعة ضد أبرشية نيويورك، والتي يبلغ عددها نحو 1300 دعوى.
ويُنظر إلى هذا الانتقال باعتباره بداية فصل جديد في واحدة من أكبر وأهم الأبرشيات الكاثوليكية في الولايات المتحدة، التي تخدم نحو 2.5 مليون كاثوليكي في مدينة نيويورك وضواحيها. كما يأتي في ظل عهد بابوي جديد يقوده أول بابا أمريكي في تاريخ الكنيسة، وهو ما يمنح التعيين بعدًا رمزيًا وسياسيًا خاصًا.
أسقف بخلفية اجتماعية وموقف واضح من الهجرة
ينحدر رونالد هيكس (58 عامًا) من ضواحي شيكاغو، ونشأ على مقربة من حي البابا ليو الرابع عشر، المعروف سابقًا باسم روبرت بريفوست. وشكّلت الخبرات المشتركة بين الرجلين، خصوصًا العمل الرعوي والاجتماعي خارج الولايات المتحدة، عاملًا مهمًا في التقارب بين رؤيتيهما.
وعمل هيكس خمس سنوات في السلفادور مشرفًا على برنامج كنسي لرعاية الأيتام شمل تسع دول في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وهي تجربة عززت اهتمامه بقضايا الفقر والهجرة.
وفي نوفمبر الماضي، أيّد رسالة صادرة عن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة تنتقد حملات إدارة ترامب ضد المهاجرين، داعيًا إلى إصلاح شامل لقوانين الهجرة انطلاقًا من مبادئ الكرامة الإنسانية والتعليم الاجتماعي الكاثوليكي.
تحديات ثقيلة في نيويورك وملف الاعتداءات
من المنتظر أن تكون من أولى مهام هيكس الإشراف على تنفيذ صندوق تسويات قضايا الاعتداءات الجنسية الذي أقرته أبرشية نيويورك، والممول عبر خفض الميزانية وبيع بعض الأصول. ويملك هيكس خبرة سابقة في التعامل مع هذا الملف، إذ قاد أبرشية جوليت في فترة أعقبت تحقيقًا واسعًا في ولاية إلينوي كشف عن مئات حالات الاعتداء على مدى عقود.
ورغم أن تقرير المدعي العام في إلينوي أشاد بسياسات حماية الأطفال الحالية، فإنه وثق إخفاقات جسيمة لقيادات كنسية سابقة، ما يجعل ملف الشفافية والمحاسبة أحد أبرز التحديات التي تنتظر هيكس في منصبه الجديد.
ويُنظر إلى تعيينه باعتباره مؤشرًا على توجه البابا ليو الرابع عشر نحو اختيار قادة كنسيين ذوي حس اجتماعي واضح، قادرين على بناء جسور داخل الكنيسة وخارجها، في مرحلة تتداخل فيها القضايا الدينية بالتحولات السياسية والإنسانية في الولايات المتحدة.


















0 تعليق