أسباب تفاقم "تيبس الورك" في فصل الشتاء

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يلاحظ الكثير من الأشخاص زيادة تيبس الورك وصعوبة الحركة، خصوصًا عند الاستيقاظ صباحًا أو بعد فترات طويلة من الجلوس.

ويشير الخبراء إلى أن البرودة تشكل عاملًا رئيسيًا في شعور المفاصل بالتصلب، حيث تؤثر على وظائفها الحيوية وتزيد من الشعور بعدم الراحة والألم.

كما أن الطقس البارد يؤثر على السائل الزلالي للمفصل، إذ يصبح أكثر كثافة وأقل انزلاقًا، ما يجعل الحركة أثقل ويزيد من صعوبة ثني الورك أو تمدده، كما يؤدي الانقباض الطبيعي للأوعية الدموية في البرد إلى تقليل تدفق الدم إلى الوركين والعضلات المحيطة، مما يخفض كمية الأكسجين والمغذيات التي تصل إلى المفصل، ويزيد من تيبسه تدريجيًا.

إضافة إلى ذلك، يعمل الجسم على انكماش العضلات والأوتار في محاولة للحفاظ على حرارة الجسم، ما يقلل من مرونتها ويزيد الضغط على مفصل الورك، ويكون تأثير هذا الانكماش أكثر وضوحًا لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، إذ تزيد حساسية بطانة المفصل لديهم تجاه البرودة والرطوبة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الالتهاب والشعور بالألم والتصلب خلال الأشهر الباردة، وقد أظهرت الدراسات أن المصابين بهشاشة العظام يشعرون بزيادة الألم والتيبس بشكل ملحوظ مع حلول الشتاء.

خطوات عملية لتخفيف تيبس الورك وتحسين الحركة في الشتاء

لتقليل تأثير البرودة على مفاصل الورك، ينصح الخبراء باتباع مجموعة من الاستراتيجيات التي تجمع بين العناية بالدفء، التمارين اللطيفة، والنظام الغذائي الصحي. من أهم الإجراءات الحفاظ على دفء الوركين، حيث تساعد الملابس متعددة الطبقات أو الملابس الحرارية، بالإضافة إلى استخدام كمادات دافئة أو أخذ حمام دافئ قبل الحركة الصباحية، على تخفيف التصلب وإعداد المفصل للنشاط.

وتعتبر الحركة اللطيفة في بداية اليوم خطوة أساسية للحفاظ على مرونة المفصل، ويشمل ذلك ممارسة تمارين دوران الورك البطيئة، تقريب الركبة إلى الصدر، وتمارين التمدد قبل النهوض من السرير، ثم المشي داخل المنزل لتنشيط الدورة الدموية وتحريك المفاصل تدريجيًا. ويجب تجنب البقاء ساكنًا لفترات طويلة، إذ يُنصح بالوقوف أو التمدد أو المشي لبضع دقائق كل نصف ساعة إلى ثلاثة أرباع الساعة، للحفاظ على مرونة المفاصل وتحسين تدفق الدم.

كما يلعب النشاط البدني المنتظم دورًا محوريًا في حماية الوركين، فممارسة تمارين خفيفة التأثير مثل المشي، ركوب الدراجات، اليوغا، وتمارين المرونة، تساعد على ترطيب المفاصل والحفاظ على نطاق حركتها دون الضغط الزائد. ويؤكد الخبراء على ضرورة الالتزام بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني المعتدل لتعزيز صحة المفاصل والعضلات المحيطة.

النظام الغذائي أيضًا عنصر مهم لتخفيف تيبس الورك، إذ يُنصح بتناول الأطعمة المضادة للالتهابات مثل الأسماك الدهنية الغنية بأوميغا 3، المكسرات، البذور، والخضروات الورقية، مع تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة والسكريات. ويساهم إضافة الكركم والزنجبيل إلى الوجبات أو المشروبات الدافئة في تخفيف آلام المفاصل وتشنج العضلات بفضل خصائصهما المضادة للالتهابات.

الحفاظ على وزن صحي يساعد كذلك في تقليل الضغط على مفصل الورك، إذ تؤدي زيادة الوزن إلى إجهاد المفصل وارتفاع مستوى الالتهاب، بينما يساهم النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم في تخفيف هذا العبء،  ويعتبر فيتامين د من العناصر الأساسية التي يجب الانتباه إليها في فصل الشتاء، حيث يقل التعرض للشمس ويؤثر ذلك على قوة العضلات وصحة المفاصل، ويمكن تعويض ذلك من خلال الأطعمة المدعمة أو المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.

أخيرًا، الترطيب المستمر للجسم لا يقل أهمية عن باقي العوامل، فحتى في الطقس البارد يجب شرب من ثمانية إلى عشرة أكواب من السوائل يوميًا، ويفضل اختيار الماء الدافئ أو شاي الأعشاب، لضمان تليين المفاصل والحفاظ على مرونتها، وتقليل شعور التصلب والألم.

اقرأ أيضًا 

تمارين مذهلة لتنمية خلايا دماغية جديدة.. إليك أسرار تعزيز الذاكرة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق