نجح فريق جراحة التجميل بمستشفى الشيخ زايد التخصصي، التابع لامانة المراكز الطبية المتخصصة، في إجراء جراحة ميكروسكوبية دقيقة ومعقدة لإنقاذ قدم طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، إثر تعرضه لحادث سير مروع أسفر عن تهتك شديد بظهر القدم اليسرى.
يأتي ذلك في إطار توجيهات وإشراف الدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، والدكتور أحمد رزق، نائب رئيس الأمانة، لدعم التخصصات الدقيقة وتقديم أفضل سبل الرعاية الطبية للحالات الحرجة.
استقبال الحالة وتقييمها طبيًا
في هذا السياق، صرّح الدكتور صلاح عمر جودة، مدير عام مستشفى الشيخ زايد التخصصي، أن قسم الطوارئ استقبل الطفل وهو يعاني من اضطراب بدرجة الوعي وتهتك شديد بظهر القدم اليسرى نتيجة حادث سير، وعلى الفور جرت مناظرة الحالة من قبل أطباء الطوارئ وجراحة التجميل، وإجراء الفحوصات الطبية والأشعة اللازمة، والتي أظهرت فقدانًا كاملًا للجلد والأنسجة الرخوة تحت الجلد، إضافة إلى فقدان أوتار القدم اليسرى.
تشكيل الفريق الجراحي والتدخل الدقيق
وأوضح مدير المستشفى أنه تم تشكيل فريق جراحي متخصص بقيادة الدكتور أسامة عبدالفتاح، استشاري جراحة التجميل والإصلاح والجراحات الميكروسكوبية، وضم الفريق كلًا من الدكتور مبارك حمدان، والدكتور عمرو زيدان، والدكتور محمود عبد المنصف، والدكتور عمرو مصطفى، إلى جانب فريق التخدير بقيادة الدكتور تامر نبيل، استشاري التخدير، وبمشاركة الدكتور خالد جمال، وذلك للتعامل مع الحالة نظرًا لخطورتها وصغر سن المريض، وبمشاركة فريق التمريض المكون من آية رمضان وجيهان محمد، وبمساندة فني التخدير عماد عبدالحكيم.
إنقاذ القدم بجراحة ميكروسكوبية متقدمة
ومن جانبه، قال الدكتور أسامة عبدالفتاح أنه جرى إجراء جراحة استكشافية دقيقة تم خلالها إصلاح الفقدان الجلدي باستخدام سديلة جلدية وأنسجة رخوة حرة مأخوذة من أسفل البطن، مع توصيل السديلة بالأوعية الدموية المغذية للقدم من خلال جراحة ميكروسكوبية عالية الدقة، استغرقت نحو خمس ساعات، ونجح خلالها الفريق الجراحي في إنقاذ القدم من البتر، ليخرج الطفل بعدها بحالة طبية مستقرة إلى أحد أقسام الإقامة الداخلية، مع المتابعة الدقيقة والمنتظمة لحالة السديلة كل ثلاث ساعات لمدة 48 ساعة بعد العملية.
عملية نادرة تُجرى في مراكز محدودة عالميًا
وفي سياق متصل، أكد الدكتور وائل الشاعر، استشاري ورئيس قسم جراحة التجميل والإصلاح بالمستشفى، أن هذه الجراحة تُعد من الجراحات الميكروسكوبية الدقيقة والنوعية التي تتطلب فريقًا طبيًا عالي المهارة، لا سيما في مثل هذا العمر الصغير نظرًا لدقة وصغر حجم الأوعية الدموية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الجراحات يُجرى في عدد محدود من المراكز الطبية المتخصصة على مستوى العالم، ويُعرف باسم Free Flap Surgery (Microvascular Reconstruction).



0 تعليق