حصاد عام 2025 كيف نجح الرئيس السيسي في توحيد الصف العربي؟ ..فارقة للدبلوماسية المصرية
برز عام 2025 باعتباره عاماً تاريخياً في مسيرة الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي نجح في تعزيز مكانة مصر كقائد للإجماع العربي في مواجهة التحديات الإقليمية، وفي دفع جهود السلام في الشرق الأوسط، لا سيما في ملف النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي والتعامل مع تداعيات حرب غزة المتواصلة سنوات.
وفقاً لمحللين دوليين، تميّز الدور المصري هذا العام2025 بقدرته على جمع القوى الدولية والإقليمية حول مبادرات مشتركة، وهو ما انعكس في مؤتمرات القمة، والاتفاقيات، واجتماعات القادة التي عقدتها القاهرة وشرم الشيخ.
قمة شرم الشيخ للسلام: نقطة التحول الكبرى
كان استضافة مصر لقمة شرم الشيخ للسلام في 13 أكتوبر 2025 علامة فارقة في الجهود العربية والدولية لإنهاء الحرب في غزة، وجمع قادة من أوروبا، وآسيا، وأمريكا، وقادة عرب لدعم وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع.
وتاتي القمة التي سعى السيسي لتكون بمثابة نقطة انطلاق نحو سلام شامل، تولت مناقشة تنفيذ اتفاق وقف الحرب، إعادة الإعمار، وتوصّل إلى ميثاق دعم الاتفاق الذي وقّع عليه الزعماء المشاركون.
وفي كلمته، شدد الرئيس السيسي على أهمية تبنّي حلول سياسية عادلة وشاملة للسلام في المنطقة، مؤكدًا أن الأحداث الدموية التي شهدتها غزة تستدعي جهودا مشتركة لإعادة الاستقرار.
شراكات دولية وتعزيز التنسيق السياسي
وعلى هامش القمة، لم يقف دور السيسي عند حدود الإعداد بل توسّع إلى اجتماعات تنسيقية مع قادة عالميين، بمن فيهم ملك الأردن، الرئيس الفرنسي، الرئيس التركي، أمير قطر، المستشار الألماني، ورؤساء وزراء إيطاليا، والمملكة المتحدة، وكندا، ووزير خارجية السعودية.
تركزت تلك اللقاءات على تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة، إعادة الإعمار، تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والتنسيق الأمني والسياسي بين الدول المعنية.
تحولت مصر في هذا السياق من وسيط إقليمي إلى منصة تنسيق دولية فاعلة، تُدار منها التحركات المشتركة بين الغرب والشرق والعرب، مما عزز من قوة ومصداقية الموقف العربي الموحد.
إشادة دولية واسعة بدور القيادة المصرية
النهج المصري لم يمر دون تقدير دولي، فقد أطلق المنتدى البرلماني للاتحاد من أجل المتوسط تسمية الرئيس السيسي بـ «صوت الحكمة» ورافعة الاستقرار الإقليمي، وأشاد الحضور الأوروبي والعربي بجهود مصر في العمل على وقف الهجوم على غزة والتوصل إلى اتفاقات سلام.
كما شاهد العالم تغطية إعلامية عالمية واسعة ركّزت على مصر ودورها المحوري في التهدئة وإعادة بناء الثقة في الشرق الأوسط، معتبرة أن الدبلوماسية المصرية أثبتت قدرتها على جمع الأطراف حول حل سياسي، وأن مؤتمر شرم الشيخ شكّل بصمة تاريخية في مسار السلام.
العلاقات الثنائية وتعزيز التحالفات العربية
لم تقتصر جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي على القمة الكبرى فحسب، بل شملت نشاطاً مكثفاً على الصعيد الثنائي مع القادة العرب والدوليين. ففي مارس 2025، استقبل الرئيس شخصيات بارزة مثل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وناقش معه آفاق تعزيز العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين.
كما أجرى اتصالات هاتفية مع قادة دول مثل باكستان، حيث تلقّى الشكر على جهود مصر في دعم التهدئة بين الهند وباكستان، مع التأكيد على متابعة دعم الأمن والسلم الإقليمي في مختلف المناطق.
دور مصر في الوساطة السياسية وإدارة الأزمات
وتحظى مصر بمكانة خاصة في التعامل مع النزاعات الإقليمية، لا سيما في قطاع غزة، وذلك بفضل علاقاتها المتوازنة مع مختلف الأطراف ووجود قنوات دبلوماسية وأمنية تمكنها من لعب دور الوسيط الفاعل.
إلى جانب مساعي القاهرة في وقف إطلاق النار
جدير بالذكر أشارت تحليلات غربية إلى أن مصر كانت لاعباً مركزياً في التوصل لاتفاقات مؤقتة ومستديمة بين إسرائيل وحماس، إضافة إلى جهودها في الدفع نحو مبادرات إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار.
ووفق خبراء في شؤون الشرق الأوسط، فإن الدبلوماسية المصرية تمتاز بالمرونة والعمق الاستراتيجي، وهو ما جعلها قادرة على استقطاب الدعم الدولي والمحلي للقضية العربية، وتقديم نفسها كقوة فاعلة لجمع معظم الأطراف المتصارعة حول طاولة واحدة.
آراء خبراء دوليين حول الدور السيسي
يقول بعض المحللين الأوروبيين إن إدارة مصر للأزمة الفلسطينية–الإسرائيلية خلال 2025 تجسد قدرة القاهرة على مواجهة التحديات الإقليمية بحرفية عالية، معتبرين أن السيسي دمج بين القوة الدبلوماسية والقيادة pragmatism في المواقف الحساسة.
ويرى خبراء أن استضافة مصر للقمة، وتنسيقها الطويل مع شركاء دوليين، يعكسان ثقة مجمعة في القاهرة كمنصة لتحقيق السلام والتحول من حالة النزاع إلى التهدئة المستدامة.
مشروع سلام عربي متجدد
ختاماً، يمكن القول إن عام 2025 شكّل محطة مفصلية في مسيرة الدور العربي المصري بقيادة السيسي، إذ نجح في ترسيخ مفهوم العمل العربي المشترك والارتقاء به إلى مستوى التعاون الدولي الواسع، خاصة في سياق إدارة ملفات السلام والتهدئة في الشرق الأوسط.
وقد أثبتت التجربة أن مصر ليست مجرد وسيط تقليدي، بل رافعة استراتيجية للاستقرار في المنطقة، قادرة على جمع القادة العرب والدوليين معاً للمساهمة في حلول سياسية بعيدة المدى.
إن إشادة القادة والدبلوماسيين الأوروبيين والعرب بمصر ليست مجرد توصيف دبلوماسي، بل تعكس اعترافاً عالمياً بقدرة القاهرة على قيادة جهد سلام شامل، يتجاوز الأجندات الضيقة، مستنداً على رؤية واضحة للاستقرار والتنمية المشتركة في المنطقة.














0 تعليق