في خطوة تاريخية تعكس تحوّلاً كبيراً في السياسة الأوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد تخلي بلاده عن طموحها الاستراتيجي في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مقابل الحصول على ضمانات أمنية غربية ملزمة قانونياً، كحل وسط يسعى لإنهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ 2022.
حل وسط أمني بدل عضوية الناتو
وأكد زيلينسكي لدى توجهه إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي السابق جاريد كوشنر، أن أوكرانيا كانت منذ البداية تسعى للانضمام إلى الناتو باعتباره الضمانة الأمنية الأساسية، لكنه أشار إلى أن بعض الشركاء الأوروبيين والأميركيين لم يدعموا هذا الخيار.
وأضاف أن الضمانات الأمنية الثنائية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ضمانات شبيهة بالمادة الخامسة من معاهدة الناتو، ودعم من أوروبا وكندا واليابان، توفر فرصة حقيقية لمنع أي غزو روسي مستقبلي.
محادثات برلين وخطة 20 بنداً
واستضاف المستشار الألماني فريدريش ميرتس الاجتماعات التي شهدت محادثات مطولة حول خطة تضم 20 بنداً لضمان الأمن والسلام في أوكرانيا، دون وجود مفاوضات مباشرة مع روسيا حتى الآن، مع التركيز على إمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار على طول خطوط التماس الحالية كحل منصف.
وأكد زيلينسكي أن الهدف هو إحلال سلام يحفظ الكرامة الأوكرانية ويضمن ألا تتعرض البلاد لأي هجوم روسي مستقبلي.
استجابة للضغوط الروسية
ويشكل تخلي أوكرانيا عن حلمها بالانضمام للناتو استجابة غير مباشرة لأحد مطالب روسيا الأساسية منذ بداية الحرب، حيث طالبت موسكو بضرورة أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة وأن لا يسمح بتمركز قوات حلف الأطلسي على أراضيها، إضافة إلى مطالبتها بسحب القوات الأوكرانية من أجزاء من إقليم دونباس.
ويأتي هذا الإعلان في وقت شددت فيه موسكو على ضرورة الحصول على تعهد مكتوب من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع الناتو شرقاً.
ضوء أخضر أميركي وفرص للتقدم
ويعكس إرسال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إشارات من واشنطن لوجود فرصة حقيقية لإحراز تقدم بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي خلفت تداعيات اقتصادية وإنسانية كبيرة، مع استمرار كييف في التمسك بموقفها الرافض للتنازل عن أي من أراضيها لموسكو، في حين يبدو أن الخطوة توفر قاعدة لإنهاء الصراع بشكل تدريجي وفق ضمانات دولية قوية.
0 تعليق