سجل سعر الفضة اليوم ارتفاعًا تاريخيًا غير مسبوق، بعد أن تخطى سعر الأونصة حاجز 65 دولارًا للمرة الأولى منذ بدء تسجيل بيانات تداول المعدن الأبيض عالميًا، في قفزة تُعد الأكبر في تاريخ الفضة الحديث. ووفق أحدث بيانات التداول، بلغ سعر الأونصة 65.028 دولارًا، بزيادة بلغت 0.67% عن السعر المسجل في الإغلاق السابق، في استمرار لمسار صعودي حاد شهده السوق طوال الأسبوع.
هذه القفزة التاريخية في سعر الفضة اليوم جاءت بعد موجة ارتفاعات متتابعة دفعت الفضة، التي تُعرف بـ«المعدن الصناعي النظيف»، إلى أن تصبح محور حديث المستثمرين والمحللين، خصوصًا بعد تجاوزها حاجز 60 دولارًا في المعاملات الفورية في وقت سابق من الأسبوع، وهو مستوى لم تشهده الأسواق من قبل.
الفضة تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بفضل الطلب الصناعي وشح الإمدادات
ويرجّح خبراء الأسواق أن الارتفاع القياسي في سعر الفضة اليوم مدفوع بشكل أساسي بـ شح الإمدادات العالمية، نتيجة تراجع إنتاج مناجم الفضة في عدد من الدول المنتجة، بالتزامن مع ازدياد الطلب الصناعي عليها، مع توسع الصناعات المتعلقة بالطاقة النظيفة، خصوصًا تصنيع ألواح الطاقة الشمسية ومكونات السيارات الكهربائية، والرقائق الإلكترونية التي تعتمد على الفضة كعنصر أساسي.
وتشير البيانات الاقتصادية إلى أن الفضة أصبحت واحدة من أسرع السلع نموًا خلال عام 2025، بعد أن حققت ارتفاعًا استثنائيًا منذ بداية العام. فقد قفز سعر الأونصة من مستويات 28.9 دولارًا في يناير 2025 إلى أكثر من 60 دولارًا في ديسمبر، بنسبة زيادة تتجاوز 108% خلال أقل من 12 شهرًا، وهي أكبر قفزة سنوية يشهدها المعدن في تاريخه.
المضاربون والمؤسسات المالية يدخلون بقوة إلى سوق الفضة
وتزامن الارتفاع الكبير مع دخول صناديق استثمارية عالمية إلى سوق الفضة، باعتبارها ملاذًا آمنًا بديلًا عن الذهب في ظل التقلبات الاقتصادية وعمليات التحفيز النقدي، إلى جانب توقعات بزيادة الطلب في الأشهر المقبلة مع توسع استثمارات التكنولوجيا الخضراء عالميًا.
كما ساهمت المضاربات القصيرة والمتوسطة في تعزيز موجة الصعود، إذ شهدت الأسواق حجم تداول مرتفعًا بشكل غير اعتيادي منذ بداية الربع الأخير من العام، ما دفع العديد من المحللين إلى ترجيح استمرار الارتفاع على المدى المتوسط، خاصة إذا استمر الضغط على سلاسل الإنتاج العالمية للمعدن.
أسعار الفضة قد تتجاوز 70 دولارًا قريبًا
وبحسب توقعات مؤسسات تحليل المعادن الثمينة، فإن الفضة قد تتجاوز مستوى 70 دولارًا للأونصة خلال الربع الأول من 2026، ما لم يحدث انفراج في أزمة الإمدادات أو تباطؤ في الطلب الصناعي المتزايد.
وتبقى الفضة أحد أكثر المعادن حساسية للمتغيرات الاقتصادية العالمية، إلا أن مسارها الصاعد خلال عام 2025 يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الأسواق تتجه نحو عصر جديد من ارتفاع أسعار المعادن الصناعية، خاصة المرتبطة بالطاقة المتجددة والتطور التكنولوجي.













0 تعليق