«ترامب وحلم الإطاحة بـ مادورو».. ماذا وراء استيلاء واشنطن على ناقلة نفط فنزويلية؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يبدو أن الإطاحة برئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، بات أكبر أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فأصبح الشاغل الأكبر لديه الآن هو كيفية عزله من سدة الحكم، سواء من خلال استخدام أساليب الضغط العسكرية و الإدلاء بتصريحات تحمل نبرة تهديدية أو تقديم الدعم للمعارضة للضغط على مادورو للتخلي عن السلطة. 

ناقلة نفط فنزويلية في قبضة واشنطن

وفي خطوة تحمل رسائل جديدة إلى مادورو، أعلن ترامب استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة نفط واصفها بأنها "كبيرة جداً" قبالة سواحل فنزويلا، قال في فعالية بالبيت الأبيض: "كما تعلمون على الأرجح، فقد صادرنا للتو ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، ناقلة كبيرة، كبيرة جداً، إنها أكبر ناقلة تم مصادرتها على الإطلاق في الواقع. وقد تمت مصادرتها لسبب وجيه للغاية".

ناقلة النفط الفنزويلية 

لم يُقدّم البيت الأبيض تفاصيل إضافية حول السفينة. لكنّ مصدراً مطلعاً على الأمر، طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية عملية الضبط، قال إنّ السفينة كانت في طريقها إلى كوبا، حيث كانت شركة كوباميتاليس الحكومية تُخطّط لبيعها لوسطاء طاقة آسيويين.

أكدت المدعية العامة بام بوندي في منشور على منصة إكس أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة التحقيقات الأمنية الداخلية وخفر السواحل "نفذوا أمر مصادرة" على السفينة، التي قالت إنها كانت تستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران.

وكتب بوندي: "على مدى سنوات عديدة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ناقلة النفط بسبب تورطها في شبكة شحن نفط غير مشروعة تدعم منظمات إرهابية أجنبية".

قال مات سميث، كبير محللي النفط في شركة تتبع السلع Kpler، إن السفينة التي تم الاستيلاء، من المرجح أنها ناقلة نفط ترفع علم بنما وتدعى Skipper - لم تكن قابلة للتتبع تجارياً، وربما تم إيقاف تشغيل نظام التعريف التلقائي الخاص بها.

وأشارت صحيفة Politico الأمريكية أن شركة "سكيبر" مسجلة باسم شركة "ترايتون نافيجيشن"، وهي شركة مسجلة في جزر مارشال، وفقًا لقائمة "المواطنين المصنفين خصيصًا" الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية. وكانت وزارة الخزانة قد صنفت "ترايتون" في عام 2022 ضمن عدد من "شركات الشحن ذات الأهمية البالغة لشبكة تهريب النفط" التي تدعم حزب الله الإيراني.

نظراً للعقوبات الأمريكية، فإن معظم إنتاج النفط الفنزويلي يذهب إلى الصين، بما في ذلك عبر دول طرف ثالث أو على متن ناقلات غير رسمية بدون برامج تتبع.

تأثير استيلاء ناقلة النفط الفنزويلية على السوق العالمي

وقد أمضت إدارة ترامب شهورًا في الضغط على مادورو للتنازل عن السلطة للمعارضة، وهو تصعيد تضمن إعادة فرض العقوبات، وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي، واستخدام القوة المميتة ضد قوارب تزعم الولايات المتحدة أنها تهرب المخدرات بالتنسيق مع الجيش الفنزويلي.

قد يُؤدي هذا الاحتجاز إلى ضغوط على شركات الشحن لوقف استيراد النفط الخام الفنزويلي، مما قد يُؤدي إلى تقليص إمدادات النفط العالمية. وقفزت أسعار النفط الخام الأمريكي بنسبة 1% بعد ظهر الأربعاء، لتصل إلى ما يقارب 59 دولارًا للبرميل. 

وذكرت شبكة CNN الأمريكية التقارير الأولية تشير إلى أن عملية المداهمة التي قام بها أفراد خفر السواحل الأمريكي، بدعم من البحرية ووكالات إنفاذ القانون، تثير مخاوف قانونية ودستورية أقل من الحملة ضد القوارب وتهديدات ترامب الوشيكة بالعمل العسكري على الأراضي الفنزويلية.

وأوضحت في تقرير لها إن الجدل الدائر في واشنطن حول نوايا ترامب في فنزويلا لا يتعلق كثيرًا بما إذا كان تنحي مادورو بعد تجاهل خسارته في انتخابات ديمقراطية سيكون مفيدًا، بل يتعلق أكثر بمدى قانونية تصرف الرئيس الأمريكي. ويخشى النقاد أن ترامب يُهيئ لتوريط أمريكا في مغامرة سياسية خارجية مطولة أخرى، في سعيه مجددًا لاستعراض سلطته التنفيذية المطلقة.

تُثار تساؤلات قانونية حادة بشأن الضربات الجوية التي استهدفت تجار مخدرات مزعومين في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، والتي أسفرت عن مقتل 87 شخصًا. وتصرّ الإدارة الأمريكية على أن استخدامها للقوة العسكرية المشروعة ضد من تصفهم بـ"إرهابيي المخدرات" الذين يهددون الأمن القومي الأمريكي مبرر. إلا أن فنزويلا لا تُعتبر ممرًا رئيسيًا لتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، كما تزعم الإدارة. وتحذر منظمات حقوق الإنسان من أن الهجمات البحرية تنتهك حق الضحايا في الإجراءات القانونية الواجبة، وترقى إلى مستوى القتل الذي ترعاه الدولة من قبل الإدارة.

جاءت أنباء احتجاز ناقلة النفط وتزايد الغموض حول الضربة المزدوجة في ظل استمرار الشكوك التي تحوم حول أهداف ترامب في فنزويلا. فالثقل الرمزي للقوة البحرية الأمريكية الضخمة قبالة سواحل البلاد، والتي تضم حاملة الطائرات الأمريكية الأكثر تطوراً، يو إس إس جيرالد آر فورد، يعني أن أي حل للأزمة لا يؤدي إلى الإطاحة بمادورو سيُعتبر بمثابة صفعة للقوة الأمريكية ومكانة ترامب.

وحذر ترامب مراراً وتكراراً من أن الضربات على ما وصفه بمواقع تهريب المخدرات على الأرض قد تبدأ قريباً. لكنه في مقابلة مع موقع بوليتيكو هذا الأسبوع، امتنع عن مناقشة الاستراتيجية العسكرية، واكتفى بالقول بشكل مبهم إنه يريد معاملة الشعب الفنزويلي معاملة حسنة و"أن يحظى بالاحترام".

من المؤكد أن يُنظر إلى عملية الاستيلاء على الناقلة في جميع أنحاء المنطقة على أنها تحذير ضمني لقادة ناقلات النفط الآخرين بشأن مخاطر التحميل في فنزويلا والعمل حول مياهها، فضلاً عن كونها ضربة لأسطول ناقلات النفط غير الرسمي الذي ينقل النفط الخاضع للعقوبات لدول مثل إيران.

فنزويلا.. أكبر دولة تمتلك احتياطيات النفط الخام في العالم

تمتلك فنزويلا بعضًا من أكبر احتياطيات النفط الخام في العالم، وتُعدّ مبيعاتها غير المشروعة مصدر دخل رئيسي لنظامها. وقد فرضت إدارتا ترامب الأولى والثانية، بالإضافة إلى إدارة بايدن، عقوبات متعددة على نظام مادورو لقمع الديمقراطية، بما في ذلك عقوبات على شركة النفط والغاز الطبيعي الحكومية PDVSA.

وفي مقابل ذلك، أدانت الحكومة الفنزويلية عملية الاحتجاز على ناقلة النفط، مؤكدةً أنها كشفت عن الدافع الحقيقي لحملة الضغط التي يشنها ترامب. وجاء في بيان حكومي: "الأمر لا يتعلق بالهجرة، ولا بتهريب المخدرات، ولا بالديمقراطية، ولا بحقوق الإنسان. لطالما كان الأمر يتعلق بثرواتنا الطبيعية، ونفطنا، وطاقتنا، والموارد التي تخص الشعب الفنزويلي وحده".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق