أجرى حلف شمال الأطلسي (الناتو) مناورات واسعة للدفاع الجوي والصاروخي متعددة الجنسيات بجزيرة كريت اليونانية، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات منظومات الدفاع الجوي الأرضي التابعة للحلف. تأتي هذه المناورات في ظل تصاعد الانتهاكات الجوية المتكررة في المجال الجوي الأوروبي، وما يشكله ذلك من تهديدات محتملة لأمن القارة.
وأوضحت مصادر عسكرية أن المناورات شهدت مشاركة وحدات من عدة دول أعضاء في الناتو، بما في ذلك فرق متخصصة في رصد التهديدات الجوية وإطلاق صواريخ دفاعية، إلى جانب تدريب على التنسيق بين مختلف قوات الحلف لضمان سرعة الاستجابة والكفاءة التشغيلية في مواجهة أي هجوم محتمل.
وأشار الحلف إلى أن هذه التدريبات تعد جزءًا من الجهود المستمرة لتعزيز الدفاع الجوي الأوروبي، وتقوية التعاون بين الدول الأعضاء في مواجهة التحديات الأمنية المتنامية. وقد ركزت المناورات على سيناريوهات تشمل اعتراض الطائرات المشتبه بها، والتعامل مع الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى محاكاة الهجمات السيبرانية على أنظمة الرصد والسيطرة.
ويأتي تنظيم هذه المناورات في وقت تشهد فيه المنطقة الشرقية للبحر المتوسط حالة من التوترات الإقليمية، حيث تؤكد دول الحلف على أهمية ضمان الأمن الجوي وتأمين الحدود الجوية الأوروبية من أي خرق محتمل. كما تهدف المناورات إلى اختبار جاهزية المعدات الحديثة وتقييم كفاءة الأنظمة الدفاعية الأرضية والجوية، بما يعزز قدرة الناتو على حماية أجواء الدول الأعضاء.
وأكدت قيادة الحلف أن المناورات تأتي أيضًا لتعزيز التدريب المشترك بين القوات متعددة الجنسيات، وتقوية التكامل بين الأنظمة الجوية والصاروخية، وتحسين قدرات التنسيق والتواصل بين الوحدات المشاركة. ويُنظر إلى هذه التدريبات على أنها رسالة واضحة للردع، تؤكد قدرة الناتو على التصدي لأي تهديد جوي أو صاروخي محتمل في أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أن الناتو يواصل تحديث استراتيجيته الدفاعية لمواجهة التحديات الحديثة، بما في ذلك التطورات التقنية في مجالات الطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة، لضمان استجابة فعّالة وسريعة لحماية الأجواء الأوروبية.
0 تعليق