أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن قواتها الجوية الفضائية نفذت دوريات جوية مشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بالتعاون مع القوات الجوية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، في خطوة تعكس تعميق الشراكة العسكرية بين البلدين في واحدة من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في العالم.
وذكرت الوزارة في بيانها أن العملية شملت مشاركة حاملات الصواريخ الاستراتيجية الروسية من طراز "تو-95 إم إس" (Tu-95MS)، إلى جانب قاذفات القنابل الصينية الاستراتيجية "هونغ-6 كي" (Hong-6K)، حيث قامت التشكيلات الجوية بمهام دورية مدروسة فوق المياه الدولية ضمن المسارات المتفق عليها مسبقًا بين موسكو وبكين.
وأوضحت الدفاع الروسية أن هذه الدوريات تأتي في إطار خطة التعاون العسكري السنوية بين البلدين، والتي تهدف إلى تعزيز التنسيق العملياتي ورفع مستوى الجاهزية القتالية، فضلًا عن تأكيد قدرة القوات الجوية في البلدين على العمل في بيئات بعيدة ومعقدة. وأضافت أن جميع مراحل تنفيذ المهمة تمت وفقًا للقانون الدولي، دون انتهاك حدود أي دولة.
وتعد هذه الدوريات المشتركة جزءًا من سلسلة مناورات وتدريبات روسية–صينية متصاعدة خلال السنوات الماضية، في ظل رغبة البلدين في تعزيز تكاملهما العسكري، خاصة مع استمرار التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها في المحيطين الهندي والهادئ. وتشير التحليلات إلى أن هذه التحركات تتجاوز كونها تدريبات روتينية، لتبعث رسائل واضحة بشأن توازنات القوى في المنطقة.
من جانبها، شبَّهت تقارير عسكرية غربية الدوريات الأخيرة بمحاولة لإظهار استعداد موسكو وبكين لتنسيق عمليات استراتيجية عبر مسافات واسعة، الأمر الذي يُنظر إليه على أنه تأكيد لشراكتهما الدفاعية المتنامية في مواجهة ما تعتبره كل منهما "ضغوطًا غربية متزايدة".
وكانت اليابان وكوريا الجنوبية قد أبدتا في مناسبات سابقة قلقهما من الدوريات الجوية المشتركة الروسية–الصينية، معتبرة أنها تثير توترات إضافية في منطقة حيوية للملاحة العالمية ومسرح مهم للتنافس العسكري والاقتصادي.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التحديات الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بدءًا من النزاع في بحر الصين الجنوبي، مرورًا بالتحركات العسكرية حول تايوان، وصولًا إلى التوترات بين كوريا الشمالية وجيرانها، وهو ما يجعل أي نشاط عسكري روسي–صيني مشترك محل مراقبة دولية مكثفة.












0 تعليق