علاج 59 ألف نخلة ضد سوسة النخيل الحمراء بالوادي الجديد

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سجلت مديرية الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، علاج 59 ألفًا و437 نخلة ضد حشرة سوسة النخيل الحمراء على مستوى المراكز الإدارية الخمسة بالمحافظة، في خطوة جديدة لتعزيز جهود حماية النخيل والحفاظ على محصول البلح بوصفه المحصول الاستراتيجي لسكان الواحات في الوادي الجديد.

تراجع ملحوظ في إصابات النخيل خلال 2025

أوضح الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، أن معدلات إصابة النخيل بحشرة سوسة النخيل الحمراء شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال عام 2025، نتيجة تكثيف أعمال المكافحة التي تقودها مديرية الزراعة بالتعاون مع أجهزة المحافظة.

وأشار إلى أن عدد النخيل المصاب بلغ عام 2024 نحو 39 ألفًا و618 نخلة، بينما انخفض في عام 2025 إلى 21 ألفًا و51 نخلة فقط، وهو ما يعكس – بحسب تأكيده – أثر «مبادرة المكافحة» التي أطلقها اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، وتستهدف إحكام السيطرة على انتشار سوسة النخيل الحمراء في جميع واحات المحافظة.

وشدّد المرسي على أن استمرار حملات الفحص والعلاج الميدانية يسهم في تقليل بؤر الإصابة مبكرًا، بما يحد من الخسائر الاقتصادية التي تسببها هذه الآفة الخطيرة للنخيل ومحصول البلح في الوادي الجديد.

دعم لوجيستي ومادي لمبادرة المكافحة

أكد وكيل وزارة الزراعة أن مبادرة مكافحة سوسة النخيل الحمراء في الوادي الجديد تعتمد على حزمة متكاملة من الإجراءات، تبدأ من توفير الدعم اللوجيستي والمادي، مرورًا بتجهيز فرق المكافحة، وصولًا إلى تدريب المزارعين على الاكتشاف المبكر للأعراض.

وأوضح أن مديرية الزراعة توفّر للمزارعين مختلف مستلزمات المقاومة، وفي مقدمتها المبيدات المعتمدة والكبريت الزراعي، إلى جانب ماكينات الرش اللازمة لعلاج النخيل المصاب في الحقول، كما يجري تنظيم أيام حقلية وندوات تعريفية لشرح طرق المكافحة السليمة وتقليل الأخطاء التي تزيد من فرص انتشار سوسة النخيل الحمراء بين أشجار النخيل.

ولفت إلى أن صندوق مكافحة آفات النخيل بالمحافظة يقدّم بدوره دعمًا ماديًا إضافيًا، يساعد على استمرار «مبادرة المكافحة» دون انقطاع، بما يضمن حماية أكبر عدد ممكن من أشجار النخيل في مختلف قرى ومدن الوادي الجديد.

محصول البلح.. عمود اقتصادي لواحات الوادي الجديد

شدّد المرسي على أن حماية النخيل من سوسة النخيل الحمراء ليست مجرد قضية زراعية، بل هي قضية اقتصادية واجتماعية تمس آلاف الأسر في الوادي الجديد، إذ يُعد محصول البلح المصدر الرئيس لدخل المزارعين في الواحات، والمحصول الاستراتيجي الأول للمحافظة.

وتحتل محافظة الوادي الجديد مكانة متقدمة على خريطة إنتاج التمور في مصر، بفضل امتلاكها ملايين أشجار النخيل التي تنتج كميات كبيرة من البلح السيوي وغيره من الأصناف المميزة، ما جعلها توصف في تقارير إعلامية واقتصادية بأنها من أهم خزانات التمور في البلاد.

وفي هذا السياق، تؤكد مديرية الزراعة أن استمرار مبادرة المكافحة ضد سوسة النخيل الحمراء يمثل عنصرًا حاسمًا للحفاظ على تنافسية تمور الوادي الجديد في الأسواق المحلية والعربية، ودعم خطط التوسع في مشروعات تصنيع وتعبئة محصول البلح وتعظيم القيمة المضافة له. 

سوسة النخيل الحمراء وخطرها على التمور

تُعد سوسة النخيل الحمراء واحدة من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعدد من الدول حول العالم، وتصنَّف علميًا كآفة غازية ذات قدرة عالية على إحداث تدمير واسع لأشجار نخيل التمر إذا لم تُواجَه بخطط مكافحة صارمة.

وتشير دراسات زراعية حديثة إلى أن استمرار انتشار سوسة النخيل الحمراء يهدّد استدامة قطاع نخيل التمور، ويرفع من حجم الخسائر الاقتصادية، ويضغط على دخول المزارعين في مناطق تعتمد كليًا على محصول البلح كمورد رئيسي للمعيشة.

وفي محافظة الوادي الجديد، تكثّفت خلال السنوات الأخيرة الدورات التدريبية والندوات الإرشادية الخاصة بوقاية النخيل من هذه الآفة، واستخدام أجهزة حديثة للكشف المبكر عن الإصابة، ضمن توجه أوسع من وزارة الزراعة للحفاظ على ثروة النخيل المصرية وتعزيز مكانة البلاد على خريطة التمور العالمية.

وبينما تتواصل «مبادرة المكافحة» في الوادي الجديد لعلاج عشرات الآلاف من النخيل المصاب والحد من انتشار سوسة النخيل الحمراء، تراهن المحافظة على أن تواكب هذه الجهود الزراعية خططًا متوازية للتوسع في التصنيع والتسويق، بما يضمن مستقبلًا أكثر استدامة لمحصول البلح وأصحاب هذه المهنة المتوارثة في قلب الصحراء المصرية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق