رغم التحديات المناخية التي تجعل الجميع يلتزمون منازلهم ولا يخرجون إلا للضرورة القصوى نرى العمالة الزراعية لا تبالي بتلك الظروف وتركض وراء لقمة عيشها والعمل في الأراضي الزراعية في القرى من أجل مواجهة ظروف المعيشة والإنفاق على أسرهم.
يعاني الكثير في قرى محافظة كفر الشيخ من قلة العمل وتنتشر البطالة بين الشباب والرجال فيفكر البعض في الهجرة والسفر إلى الخارج والبعض الذي لا يستطيع يتجه نحو العمل في الأراضي الزراعية والمهن غير المنتظمة وتخرج أيضًا السيدات بجوار الرجال من أجل اكتساب قوت يومهن ومساعدة أزواجهن على المعيشة.
يقول مهدي السيد بسيوني أحد العمالة الزراعية " قضيت نص عمري في السفر ولما نزلت مفيش قدامي وظيفة أو أي عمل تاني غير إني أشتغل في الأراضي باليومية راضي والحمد لله بس نفسي أولادي ميبقاش كده في المستقبل علشان ده تعب وضغط كبير ومحتاج مجهود كبير ."
وتضيف إسلام عبد الكريم " عندي ولدين ومصاريفهم كتير وجوزي مسافر في الخارج ولازم أساعده في المعيشة. وربنا يبقى بيحبنا لو طلعت كذا يومية في اليوم الواحد واليومية الواحدة بـ100 جنيه ومش بتكفي أي حاجة بس ملناش غير ربنا والحمد لله على كل حال."
أما الحاج الشحات الدسوقي صاحب أرض زراعية فيقول " من غير العمالة الزراعية منعرفش نشتغل أولادي كلهم مسافرين في الخارج ولابد من وجود العمالة الزراعية علشان تزرع وتحصد وتعمل اللازم كله واليوم بتاعهم من الساعة 5 الفجر لحد 12 الظهر بـ100 جنيه وربنا يعينهم ."
تعد البطالة وقلة فرص العمل السبب الرئيسي لاتجاه الكثير من أبناء القرى للعمل في الأراضي الزراعية أو المهن غير المنتظمة والتي لا يتوفر منها سوى القليل من المال ولم يقتصر الأمر على الرجال فقط بل دفع السيدات أيضًا للعمل في الأراضي حتى لا يحتاج أي منهم لمد يده أو اللجوء لطرق غير مشروعة
تؤثر هذه المشكلة بشكل كبير على آدمية الأهالي وخاصة السيدات اللواتي يخرجن من بعد الفجر ويقفن بجوار الشباب والرجال فيظهرن بشكل غير لائق ويتمثل ذلك في انحناء ظهورهن والاختلاط بشكل كبير مع الشباب
وأكد مصدر مسؤول في وزارة العمل أن الدولة تقدم للعمالة غير المنتظمة دعمًا وحماية من خلال منح مالية دورية ومساعدات في الأزمات وتعمل على إنشاء صندوق لحماية وتشغيل العمالة غير المنتظمة يهدف إلى توفير خدمات اجتماعية وصحية.
ويقترح البعض إنشاء مشروعات جديدة تهدف إلى توظيف تلك الفئة مع إنشاء عقود طويلة المدى تضمن لهم الاستقرار دون مخاوف بالإضافة إلى عمل معاش شهري للسيدات بدلًا من خروجهن للعمل ووضع شروط للالتحاق بالمعاش وبعد الدخول يتم منع نزول المرأة وإلا ستقع في غرامة.
ستبقى العمالة الزراعية هي السند الأول للدولة برغم ما يمرون به من ظروف معيشية صعبة ولكنهم يعملون ليل نهار دون ملل أو كلل من أجل الإنتاج والاستقرار ولابد أن تقدم الدولة المصرية لهم الدعم والمساعدة بشكل دائم ومستمر

















0 تعليق