غرب إفريقيا على شفا انفجار أمني: تمدد الإرهاب وتحول المشهد إلى أزمة إقليمية

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشهد منطقة غرب إفريقيا تصاعدًا غير مسبوق في مستوى العنف خلال السنوات الأخيرة، بعدما تحولت الجماعات الإرهابية من مجموعات محلية محدودة التأثير إلى شبكات إقليمية معقدة تمتد عبر الحدود وتستغل هشاشة الدول وضعف مؤسساتها. 

هذا التحول جعل المنطقة واحدة من أكثر بؤر التوتر سخونة في القارة، وسط مخاوف من دخولها مرحلة جديدة قد يصعب احتواؤها.

تمدد التنظيمات المسلحة وخطر الفوضى

في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، بدأ المشهد الأمني في الانهيار تدريجيًا منذ منتصف العقد الماضي، لكن التطورات الأخيرة كشفت قدرة التنظيمات المسلحة على تجاوز نطاق نشاطها التقليدي نحو دول كانت تُعد مستقرة نسبيًا مثل بنين وتوغو. 

هذا التمدد يعكس قدرة تلك الجماعات على التحرك في مناطق وعرة، واختراق المجتمعات الريفية الفقيرة، إضافة إلى استغلال النزاعات العرقية لتعزيز نفوذها. ومع تراجع حضور الدولة في مساحات واسعة، يجد السكان أنفسهم عالقين بين تهديد المسلحين وضعف قدرة السلطات على توفير الحماية.

تآكل الثقة بين المواطن والدولة

التداعيات لم تقف عند حدود الأمن، بل امتدت إلى العلاقة بين المواطن والدولة. فمع تكرار الهجمات وغياب الاستجابات الفعالة، تآكلت الثقة في المؤسسات الحكومية، وبدأت بعض المجتمعات في الاعتماد على ميليشيات محلية أو جماعات مسلحة توفر نوعًا من الحماية البديلة.

 هذا الواقع أدى إلى تفكك النسيج الاجتماعي وظهور مناطق كاملة خارجة عن السيطرة الرسمية تُدار بقوة السلاح بدلًا من القانون.

الأثر الاقتصادي والانهيار التنموي

على الصعيد الاقتصادي، دفعت دول المنطقة أثمانًا باهظة نتيجة تمدد الإرهاب.

 فالقطاع الزراعي، الذي يعد العمود الفقري لغرب إفريقيا، شهد تراجعًا كبيرًا بعد أن ترك آلاف المزارعين أراضيهم خوفًا من الهجمات. 

وتقلصت الاستثمارات الأجنبية بسبب تزايد المخاطر الأمنية، بينما تعطلت مشروعات تنموية حيوية.

 وبفعل استنزاف الميزانيات في العمليات العسكرية، باتت الحكومات غير قادرة على تحسين الخدمات الأساسية، مما عمق من دائرة الفقر وساهم في تفاقم الأوضاع.

حدود بلا حماية وتجارة سلاح متفشية

تزيد الحدود المفتوحة بين دول المنطقة من تعقيد المشهد، حيث أصبحت ممرًا لتهريب السلاح والمقاتلين.

 الأسلحة المتدفقة من ليبيا بعد عام 2011 أسهمت في تعزيز القوة النارية للتنظيمات الإرهابية، وجعلت مواجهتها أكثر صعوبة. 

وعلى الرغم من إطلاق مبادرات مثل قوة الساحل المشتركة، فإن نقص التنسيق والموارد يحد من فعاليتها في مواجهة هذه التهديدات المتنامية.

مفترق طرق غربي إفريقي

أمام هذه التطورات المتلاحقة، تبدو غرب إفريقيا في لحظة حرجة. 

فإما أن تتجه الدول نحو تعاون أمني وتنموي أكبر لاحتواء الأزمة، أو أن تستمر في الانزلاق نحو مزيد من الفوضى وانهيار الاستقرار. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق