يحل علينا اليوم ميلاد الفنان الكبير محمود حميدة، أحد أبرز المبدعين الذين تميزوا في السينما المصرية والعربية عبر عقود متتالية من الإبداع، بموهبته الاستثنائية ورؤيته الثقافية العميقة، ليظل نموذجًا للفنان المثقف القادر على التجدد والتنوع.
النشأة والدراسة
ولد الفنان محمود حميدة في 7 ديسمبر 1953، ونشأ في بيئة محبة للفنون، كان لها أثر بالغ في تكوين شخصيته الفنية. منذ طفولته، انجذب إلى الأدب والشعر، كما شارك في فرق التمثيل المدرسية والجامعية، ليتشكل وعيه الفني مبكرًا، ويستمر شغفه بالمسرح خلال مراحل تعليمه المختلفة.
ورغم التحاقه بكلية الهندسة عام 1970، فإن بوصلته اتجهت دومًا نحو الفن، وهو ما جعله يغير مساره الأكاديمي لاحقًا إلى كلية التجارة التي تخرج فيها عام 1981، دون أن يتخلى عن التمثيل الذي ظل يمارسه ضمن فرق الهواة، إلى جانب عمله في مجال المبيعات عقب التخرج.
البداية… من الدراما إلى شاشة السينما
جاءت انطلاقة الفنان محمود حميدة الحقيقية حين أسند المخرج أحمد خضر إليه بطولة مسلسل تلفزيوني، فلفت الأنظار بموهبته وحضوره، ليبدأ بعدها مشواره السينمائي الاحترافي بفيلم "الإمبراطور" الذي شكل محطة فارقة في مسيرته.
وفي التسعينيات، رسخ حميدة مكانته كأحد نجوم الصف الأول عبر سلسلة من الأدوار البارزة في أفلام مثل:
"شمس الزناتي"، "المساطيل"، "فارس المدينة"، و"كيد العوالم"، قبل أن يواصل تقديم شخصيات مركبة في أعمال أثارت جدلًا نقديًا وجماهيريًا، من أبرزها "بحب السيما" و"جنة الشياطين".
ألفية جديدة… وتجدد فني مستمر
مع مطلع الألفية، واصل حميدة تألقه بالتكيف مع التحولات في الصناعة، وشارك في أعمال ناجحة مثل:
"آسف على الإزعاج"، "دكان شحاتة"، و"فوتوكوبي" الذي نال عدة جوائز عربية وعالمية لتناوله قضايا اجتماعية بطرح إنساني راق.
إسهامات تتجاوز التمثيل
لا يقف أثر محمود حميدة عند مشاركاته التمثيلية، فقد أسس شركة البطريق للإنتاج الفني التي دعمت الصناعة بمجموعة من الأعمال الهامة مثل: فيلم "جنة الشياطين"، فيلم "جمال عبد الناصر"، وفيلم "جلد حي".
كما أسس استوديو الممثل لتدريب وصقل المواهب الشابة، وأصدر مجلة "الفن السابع" التي أصبحت مرجعًا مهمًا لصناعة السينما محليًا وعالميًا.
جوائز وتكريمات
حصد حميدة خلال مشواره عشرات الجوائز، من أبرزها: أفضل ممثل عن "عفاريت الأسفلت"، جائزة مهرجان تطوان الدولي عن "جنة الشياطين"، جائزة مهرجان كازان السينمائي، تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي، كما تم تكريمه مؤخرًا في مهرجان الجونة السينمائي بجائزة الإنجاز الإبداعي.















0 تعليق