يشهد مركب «إل-ثيانين» الطبيعي رواج متزايد في السنوات الأخيرة، بصفته واحد من أكثر المكملات انتشارا لدعم الاسترخاء وتحسين جودة النوم من دون التسبب في النعاس.
ويعود ذلك لتأثيره المباشر في الجهاز العصبي، وقدرته على تعديل مستويات عدد من النواقل العصبية التي ترتبط بالحالة المزاجية والهدوء.
ويعد هذا الحمض الأميني ، الموجود بشكل طبيعي في الشاي الأخضر والأسود ، عاملا يعزز إفراز "غابا" والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان أساسيان لتنظيم المزاج والشعور بالراحة. وكشفت مجلة "هيلث" في تقرير حديث إلى أهم فوائده الصحية، ومدى أمانه، والجرعات الشائعة المستخدمة في الأبحاث.
تقليل التوتر والقلق
تشير أبحاث إلى أن تناول ما بين 200 و400 ملليجرام يوميا من "إل-ثيانين" قد يساعد على خفض مستويات التوتر، بفضل دوره في تقليل إفراز الجلوتامات المحفزة، وزيادة "غابا"المهدّئة، إضافة إلى تعزيز موجات الدماغ من نوع «ألفا» المرتبطة بالاسترخاء.
دعم علاجات السرطان
كشفت دراسات أولية أن «إل-ثيانين» قد يزيد فاعلية بعض أدوية العلاج الكيميائي، مثل دوكسوروبيسين، عبر مساعدته على دخول الخلايا السرطانية بكفاءة أعلى. إلا أن الخبراء يشددون على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات البشرية قبل اعتماد نتائجه سريريًا.
تعزيز المناعة
توضح مراجعات علمية أن «إل-ثيانين» قد يسهم في تحسين وظائف الجهاز المناعي، وتقليل الالتهابات التنفسية العلوية مثل نزلات البرد، وذلك عبر تعزيز استجابة خلايا المناعة ضد البكتيريا والفيروسات.
تحسين جودة النوم
في دراسات سريرية صغيرة، ساهمت جرعة 200 ملليجرام يوميا من المكمل في تقليل صعوبة بدء النوم والحد من اضطراباته، مع تحسين الشعور بالراحة عند الاستيقاظ. وأظهرت دراسة أخرى على 160 شخصًا تحسن في القدرة على الاستغراق في النوم خلال أسبوع واحد فقط.
تعزيز القدرات الإدراكية
يرتبط «إل-ثيانين» أيضا بتحسين الذاكرة والانتباه. فقد أظهرت إحدى الدراسات على بالغين تتراوح أعمارهم بين 50 و69 عاما أن جرعة مقدارها نحو 100 ملليجرام حسنت سرعة الاستجابة والذاكرة العاملة، فيما تشير أبحاث أخرى إلى دوره المحتمل في حماية الخلايا العصبية من التدهور المرتبط بالعمر.
تخفيف أعراض الاكتئاب
يساعد المكمل على تنظيم مستويات الدوبامين، وقد أثبتت دراسة صغيرة أن تناول 250 ملليجراما يوميا لمدة ثمانية أسابيع أدى إلى تحسن ملحوظ في أعراض القلق والاكتئاب، مع إمكانية الاستفادة منه في اضطرابات نفسية أخرى تحت إشراف طبي.
طريقة الاستخدام والجرعات
يتواجد "إل-ثيانين " في صورة كبسولات أو بودرة أو سوائل، ويمكن الحصول عليه طبيعيا عن طريق شرب الشاي الأخضر أو الأسود.
وتتراوح الجرعات الأكثر استخداما في الدراسات بين 100 و400 ملليجرام يوميا، بينما يحتوي كل جرام من الشاي عموما على 5–7 ملليجرامات من المركب.
ويمكن تناوله:
صباحا لدعم استجابة صحية للتوتر.
مساءا لتحسين جودة النوم.
مدى الأمان
يعد «إل-ثيانين» آمنا في الغالب، حتى عند تناوله بجرعات مرتفعة، إلا أن الأطباء ينصحون النساء الحوامل والمرضعات بتجنبه لغياب أدلة كافية حول سلامته.
كما ينبغي الحذر لدى الأشخاص الذين يعانون انخفاضا في ضغط الدم، نظرا لإمكانية تأثيره في خفض الضغط أكثر.
وفي حين أن الشاي يحتوي على «إل-ثيانين»، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آثار جانبية ناتجة عن الكافيين مثل الصداع والدوار وتسارع نبضات القلب.













0 تعليق