قال الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، إن طريق "مصر- تشاد" محور استراتيجي يُسهم في تعزيز التواصل بين شمال ووسط إفريقي، ويفتح آفاق جديدة للتجارة البينية، ويخدم حركة الأفراد والبضائع بصورة غير مسبوقة.
قوة العلاقات
وأشار الوزير- خلال مشاركته في اجتماع اللجنة المصرية التشادية المشتركة- إلى قوة العلاقات التي تربط بين الجانبين المصري والتشادي، منوهًا بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجّه بتعظيم التعاون مع الدول الإفريقية ومنها دولة تشاد الصديقة.
وأضاف أن الشركات المصرية المتخصصة في مجال البنية التحتية ومشروعات النقل والمناطق الصناعية، التي نفذت مشروعات عملاقة في مصر وخارجها على استعداد تام لتنفيذ مختلف المشروعات في تشاد والمشاركة في نهضتها التنموية، خاصة مع ما تتمتع به الشركات المصرية من إمكانيات كبيرة وخبرة متميزة في إفريقيا، حيث يمكنها تنفيذ المشروعات الكبرى في العديد من المجالات كالبنية التحتية ومشروعات النقل والمناطق الصناعية.
ونوه بأن التجربة الناجحة الحالية لشركة المقاولون العرب في تنفيذ العديد من المشروعات المهمة في مجال البنية التحتية بتشاد تجسد كفاءة وقدرة الشركات المصرية على تنفيذ مختلف المشروعات بأعلى مقاييس الجودة، لافتًا إلى التطلع لانطلاق تعاون كبير بين الجانبين في مجال الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية والصناعية والزراعية.
ولفت إلى أن أبرز القطاعات التي بها فرص لتعزيز التعاون بين مصر وتشاد هو قطاع الثروة الحيوانية (اللحوم وتصنيعها)، وهو قطاع حيوي، ويتضمن إقامة مجازر آلية مشتركة وفق أعلى معايير الجودة، وتصنيع اللحوم المبردة والمجمدة ومنتجات اللحوم المعالجة.
وقال إنه جار التنسيق مع القطاع الخاص المصري للعمل على إنشاء مزارع حيوانية ومجازر آلية في تشاد، وقطاع الألبان والجبن، والذي يتضمن إنشاء مصانع لمعالجة الألبان وإنتاج الجبن بمختلف أنواعها، وتطوير مراكز لجمع الألبان واختبار الجودة، ونقل الخبرات المصرية في تقنيات التعبئة الحديثة، والتجفيف لتحويلها إلى لبن أطفال، وكذا صناعة الجلود من خلال الاستفادة من الثروة الحيوانية في تشاد لإقامة مصانع للجلود المدبوغة والمنتجات الجلدية، فضلًا عن الصناعات الدوائية والبيطرية، والتعاون في إنتاج الأدوية البيطرية والمطهرات، وإنشاء معامل مشتركة للرقابة على اللحوم والألبان، ودعم منظومات الصحة الحيوانية، إلى جانب الصناعات الزراعية والتكامل الغذائي، والتي تتضمن مصانع للأعلاف وصوامع التخزين، وتصنيع المنتجات الزراعية مثل السمسم والفول السوداني والصمغ العربي.
كما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن نطاق التعاون المشترك يمتد ليشمل رؤية طموحة للتعاون المستقبلي، تشمل تشكيل لجنة فنية مشتركة دائمة لمتابعة مراحل تنفيذ مشروع طريق الربط البرى بين مصر وتشاد، تكون معنية بوضع جدول زمني تنفيذي مشترك للقطاعات الثلاثة وحل أي تحديات أولًا بأول، وتوسيع دور الشركات المصرية وفي مقدمتها المقاولون العرب لتنفيذ مشروعات بنية تحتية إضافية داخل تشاد، تشمل الطرق، المناطق اللوجستية، والموانئ الجافة، وإطلاق برامج تدريب مصرية للكوادر التشادية في مجالات هندسة الطرق، والنقل، والإشراف والتنفيذ، دعمًا لبناء القدرات الوطنية التشادية.
من جهته، أعرب وزير البنية التحتية وفك العزلة وصيانة الطرق بجمهورية تشاد، أمير إدريس، عن سعادته بزيارة مصر ومشاهدة حجم التطور الهائل الذي تشهده في شتى المجالات، مؤكدًا أن التجربة المصرية تجربة رائدة، وأن الجانب التشادي يولي أهمية كبيرة للتعاون مع الجانب المصري في شتى مجالات النقل للاستفادة من الخبرة الكبيرة لمصر في هذا المجال، بالإضافة إلى التعاون مع الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والنقل، وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية بتشاد.
وأشار إلى أن الحكومة التشادية تولي أهمية كبرى للطريق البري مصر تشاد، والذي يعتبر جسرًا للتعاون التجاري والاقتصادى، ليس فقط لهذا الجيل، ولكن للأجيال القادمة، وسيمثل نقطة انطلاقة مهمة وكبرى للتعاون بين البلدين.
من جهته، أشار وزير الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني التشادي، عبدالرحيم الطيب، إلى أن بلاده بها ثروة حيوانية هائلة من رءوس الماشية والإبل والأغنام، وأنه من خلال التعاون مع الجانب المصري في إقامة مجازر آلية مشتركة وفق أعلى معايير الجودة، وتصنيع اللحوم المبردة والمجمدة ومنتجات اللحوم المعالجة، وإنشاء مزارع حيوانية؛ سيشكل هذا التعاون نقطة انطلاقة كبيرة للتعاون بين البلدين الشقيقين.
كما عقد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، على هامش اجتماع اللجنة المصرية التشادية المشتركة، اجتماعًا موسعًا مع وزير البنية التحتية وفك العزلة وصيانة الطرق التشادي أمير إدريس، ووزير الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني التشادي عبدالرحيم الطيب، ومدير عام الوكالة القومية للاستثمار والصادرات؛ وذلك بحضور حسام الدين مصطفى مساعد وزير النقل للطرق والكباري، وسيد متولي رئيس الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة.
وجرى خلال الاجتماع متابعة آخر المستجدات الخاصة بمشروع الطريق البري بين مصر وتشاد، مرورًا بليبيا بطول 2570 كم، حيث يجري حاليًا إنشاء طريق "شرق العوينات- الكفرة" بطول 370 كم، والذي يمثل مسار الطريق داخل حدود الدولة المصرية، ووصلت نسبة التنفيذ 15%.
كما وقعت شركة المقاولون العرب مذكرة تفاهم مع الجانب الليبي لإعداد الدراسات الخاصة بتنفيذ المسافة من الحدود المصرية الليبية حتى الحدود الليبية التشادية بطول 390 كم، بالإضافة إلى توقيع الشركة مذكرتي تفاهم مع الحكومة التشادية لتنفيذ المسافة من الحدود الليبية التشادية حتى أم الجرس بطول 550 كم، وجار حاليًا تنفيذ أعمال الرفع المساحي لها، والمسافة من أم الجرس حتى إبشا بطول 380 كم، وجار بدء أعمال تنفيذ الجسر الترابي.
أما المسافة من إبشا وحتى العاصمة التشادية إنجامينا بطول 880 كم قائمة وبحالة جيدة، وجار حاليًا إنشاء منفذ الكفرة البرى على الحدود المصرية الليبية؛ ليكون منفذًا لحركة التبادل التجاري بين مصر وتشاد، ويمثل أهميةً اقتصاديةً ولوجستيةً لتشاد من خلال توفير أقصر طريق إلى البحر يفتح أسواقًا ضخمة ويدعم التنمية والأمن ويعزز الدور الإقليمي للبلدين.
كما أن مصر تعتبره "محورًا استراتيجيًا" لتعزيز التواصل بين شمال ووسط إفريقيا، وفتح آفاق جديدة للتجارة البينية، وخدمة حركة الأفراد والبضائع بصورة غير مسبوقة.














0 تعليق