"طيور الغياب".. رحلة فى وجدان العامية المصرية وصوت حنين لا يهدأ

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلق المجلس الأعلى  للثقافة، ديوان “طيور الغياب” للشاعر رجب الصاوي، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وبإشراف الأمين العام للمجلس الدكتور أشرف العزازي، وقد صمّم غلاف الديوان الفنان أحمد بلال في عمل بصري يعكس روحية النصوص ويستدعي عالمها الحميم.

ديوان يكتب الذاكرة ويستحضر الراحلين

وجاء في تصدير الديوان: «طيور الغياب» ديوان يفتح أبواب الذاكرة على مصراعيها، حيث يمزج الشاعر رجب الصاوي بين الحنين والشجن والبوح الشخصي، اختار الشاعر عنوانًا يستدعي الرحيل والفقد، ليكون مدخلًا لعالم من القصائد التي تتتبع أثر الراحلين في نفسه، وتحاول استعادة حضورهم عبر الشعر.

لا يكتفي الديوان بالتأمل في الماضي، بل يقدّم خمسين قصيدة تتنوع بين الوجداني والإنساني والذاتي، وتُبرز قدرة الشاعر على تحويل الذكريات إلى صور نابضة، وعلى صياغة الحنين كسرد شعري ممتلئ بالتفاصيل الدقيقة والملامح الحية.

الحنين كطاقة شعرية

يتعامل رجب الصاوي مع الحنين لا بوصفه حالة ضعف، بل كطاقة خالقة تعيد ترتيب العالم من جديد. 

ومن خلال قصائده، يظهر صوت الشاعر مشدودًا إلى أسماء وأماكن ووجوه كانت جزءًا من تكوينه العاطفي والإنساني، لكنها غابت وبقي أثرها حيًا في الذاكرة.

تبدو الكثير من نصوص الديوان وكأنها رثاء رقيق، ينهض برمشات العصافير ويعتمد على لغة مشبعة بالصور، حيث تتقاطع اللقطات اليومية مع لحظات الفقد، ويتحوّل الشعر إلى محاولة لفهم معنى الغياب واستبقاء من رحلوا في مساحة من الخلود العاطفي.

رجب الصاوي.. شاعر يستعيد الزمن بصوت العامية

يبرز في هذا الديوان صوت رجب الصاوي كشاعر متمكن من أدوات العامية المصرية، قادر على أن يجعل من اللغة جسدًا للمشاعر. في قصائده، يتوهّج الزمن القديم كأنه يعود من جديد، وتظهر الصحبة التي رحلت وكأنها تحضر بين السطور، تنثر ظلّها على كل صفحة.

ولا يكتفي الشاعر بإحياء وجوه أحبّها أو عاش بينها، بل يقدّم نصوصًا تعكس الذاكرة الجمعية لمجتمع كامل؛ وجوهًا شكّلت وعي أجيال وأثرت وجدان أمّة أوسع من حدود علاقته الشخصية.

هكذا تمتلئ القصائد بحنين لا يخص الشاعر وحده، بل ينساب إلى وجدان القارئ كأنه جزء من ذاكرته هو أيضًا.

إضافة جديدة للمكتبة الشعرية العربية

يأتي ديوان «طيور الغياب» ليعزز حضور الشعر العامي في المشهد الأدبي، ويقدّم إضافة متميزة عبر لغته الشفافة وصوره الغنية وحضوره الإنساني العميق. وهو عمل يؤكد أن الشعر - حتى حين يكتب الحنين - يمكنه أن يكون شاهدًا على الزمن، وسجلًّا صادقًا لعلاقات البشر بما فقدوه وبما لا يزال حيًّا في القلوب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق