في تطور سياسي لافت يثير جدلاً واسعاً، كشفت مصادر إسرائيلية لشبكة “سي إن إن” أن الإدارة الأميركية تدرس خياراً جديداً يقضي بتجاوز المرحلة الأكثر حساسية في مشروع القرار الأميركي المطروح أمام مجلس الأمن، والمتعلقة بنزع سلاح حركة حماس، والانتقال مباشرة إلى مرحلة إعادة إعمار قطاع غزة.
خطوة كهذه، وفق المصادر، فجّرت غضباً شديداً داخل الحكومة الإسرائيلية، التي ترى أنها تُبقي الحركة محتفظة بترسانتها العسكرية، بما “يقوّض أساس الخطة الأميركية بالكامل”.
غضب إسرائيلي من التوجه الأميركي
المسؤولون الإسرائيليون اعتبروا أن تخطي ملف نزع السلاح يعني عملياً منح حماس فرصة جديدة لإعادة ترتيب صفوفها.
وقال أحد المسؤولين إن واشنطن “تتجه نحو حلول مؤقتة لا يمكن لإسرائيل القبول بها”، مضيفاً أن هذا المسار “يفرغ الخطة الأميركية من مضمونها الأمني” ويجعلها غير قابلة للتنفيذ من وجهة نظر تل أبيب.
ويأتي الاعتراض الإسرائيلي في ظل موقف حكومي متشدد، يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كرر خلال الأيام الماضية أن “غزة ستنزع أسلحتها، وستجرد حماس من سلاحها طوعاً أو بالقوة”، مؤكداً أن أي إعادة إعمار مشروطة بـ“تفكيك كامل للبنية العسكرية للحركة”.
تصويت مرتقب في مجلس الأمن
هذه التطورات تأتي قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار الأميركي، الذي يهدف إلى نقل غزة من حالة الهدنة الهشة إلى مسار سلام أكثر استدامة.
ويتضمن المشروع إنشاء “مجلس للسلام” لإدارة القطاع لمدة عامين، من خلال قوة دولية مؤقتة تتولى نزع السلاح وحفظ الاستقرار.
غير أن المشروع يواجه سلسلة من العقبات؛ أولها الاعتراض الإسرائيلي، وثانيها احتمال تعطيله بفيتو من روسيا أو الصين.
فموسكو طرحت بالفعل خطة بديلة، وهو ما قد يزيد من انقسام المواقف داخل المجلس.
ويؤكد دبلوماسيون غربيون أن “الخطة الأميركية معقدة وغامضة في تفاصيلها وسياق تنفيذها”، ما يثير شكوكاً حول قدرتها على الصمود سياسياً على المدى المتوسط.
واشنطن في سباق لتشكيل قوة دولية
وبينما تستبعد واشنطن إرسال قوات أميركية إلى غزة، تجد صعوبة كبيرة في تشكيل قوة دولية قادرة على الانتشار في القطاع.
وتقول مصادر مطلعة إن الإدارة الأميركية تتحرك “في سباق مع الوقت” لإقناع شركاء دوليين بالمشاركة في القوة المقترحة، لكنها تصطدم بتحفظات أمنية ومخاوف من الانخراط في مهمة شديدة التعقيد.
ويبقى ملف نزع سلاح حماس العقدة الأبرز التي تهدد بنسف الخطة الأميركية قبل ولادتها.
فبينما تصر إسرائيل على أن نزع السلاح شرط أساسي لأي تسوية، تبدو واشنطن مستعدة للبحث في حلول انتقالية لتجنب استمرار الجمود السياسي والأمني، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي لإيجاد مخرج للأزمة في غزة.














0 تعليق