حذّرت الصين مواطنيها من السفر إلى اليابان وسط تصاعد الخلاف الدبلوماسي بسبب تصريحات أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية سانايي تاكايشي حول تايوان.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، فقد تراجعت أسهم الشركات اليابانية العاملة في قطاعي السياحة والتجزئة بشكل حاد، اليوم الاثنين، بعد التحذير الصيني الذي جاء بالتزامن مع استعداد دبلوماسي ياباني رفيع المستوى للتوجه إلى بكين في محاولة لاحتواء التوتر المتزايد.
تدهور سريع بين البلدين
وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت تدهورًا سريعًا خلال الأسبوع الماضي بعدما ألمحت تاكايشي المعروفة بمواقفها المتشددة تجاه الصين إلى إمكانية تدخل قوات الدفاع الذاتي اليابانية في حال أقدمت الصين على غزو تايوان واعتُبر ذلك تهديدًا “لبقاء اليابان”.
وأثارت التصريحات، التي تعكس وجهات نظر جناح اليمين داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، غضبًا واسعًا في بكين، تبعته دعوات لمقاطعة اليابان سياحيًا، إضافة إلى قيام خفر السواحل الصيني بالإبحار قرب جزر سينكاكو المتنازع عليها نهاية الأسبوع.
وفي مسعى لخفض التوتر، ذكرت وسائل إعلام يابانية أن ماساكي كاناي، المدير العام لإدارة آسيا وأوقيانوسيا بوزارة الخارجية اليابانية، سيلتقي نظيره الصيني ليو جينسونغ يوم الثلاثاء، في بكين، حيث يتوقع أن يؤكد كاناي أن تصريحات تاكايشي لا تعكس تغييرًا في سياسة الأمن القومي لليابان، وسيحث الصين على تجنب أي إجراءات تضر بالعلاقات الثنائية.
ووففقا لما أورده التقرير، فالتحذير الصيني الذي شمل لاحقًا نصائح للطلاب بإعادة النظر في الدراسة باليابان بدأ بالفعل في التأثير اقتصاديًا؛ فقد تراجعت أسهم شركة شيسيدو لمستحضرات التجميل بنسبة 9%، وأسهم سلسلة تاكاشيمايا للمتاجر الكبرى بأكثر من 5%، بينما هبطت أسهم شركة فاست ريتيلينغ المالكة لعلامة Uniqlo بأكثر من 4% خلال تداولات صباح الاثنين.
وتُعد الصين أكبر مصدر للسياح إلى اليابان، كما يتميز السائح الصيني بإنفاقه المرتفع على مستحضرات التجميل والملابس والإلكترونيات.
كانت تاكايشي قد قالت أمام البرلمان الياباني في 7 نوفمبر، إن استخدام القوة العسكرية ضد تايوان — التي تتمتع بحكم ذاتي وتطالب الصين بضمها — قد يستدعي ردًا عسكريًا من اليابان، معتبرة أن ذلك قد يشكل تهديدًا وجوديًا لليابان.
وبحسب القواعد اليابانية، فإن التدخل العسكري الياباني يكون ممكنًا فقط في ظل ظروف معينة من ضمنها التعرض لخطر وجودي مباشر، وقد أكدت الحكومة اليابانية لاحقًا أن موقفها تجاه تايوان التي تبعد نحو 100 كيلومتر فقط عن أقرب جزيرة يابانية لم يتغير.
وتنص وثيقة مشتركة صدرت عام 1972 لتطبيع العلاقات بين الصين واليابان على أن طوكيو “تفهم وتحترم” موقف الصين بأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصين الشعبية.
وقبل توليها منصب رئيسة الوزراء الشهر الماضي، عُرفت تاكايشي الحليفة المقربة لرئيس الوزراء الراحل شينزو آبي بانتقاداتها للصين ولتوسعها العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وجاءت تصريحاتها بعد أيام فقط من لقائها الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة أبيك في كوريا الجنوبية، حيث بدا اللقاء آنذاك ودّيًا.
ووصفت الرئاسة التايوانية تاكايشي بأنها “صديقة قوية لتايوان”، وأشارت إلى زياراتها السابقة للجزيرة ومواقفها المؤيدة لتعزيز التعاون الثنائي، إلى جانب اجتماعها بممثل تايبيه خلال قمة أبيك.
وكان البلدان قد استدعى كل منهما سفير الآخر خلال الأسبوع الماضي، فيما أعقب ذلك إصدار الصين تحذيرًا رسميًا لمواطنيها بتجنب السفر إلى اليابان.
والأحد، أعلن خفر السواحل الصيني أن سفنه نفذت دورية فرض حقوق في مياه جزر سينكاكو، التي تديرها اليابان وتطالب الصين بالسيادة عليها تحت اسم جزر دياويو.














0 تعليق