جاء برنامج «دولة التلاوة» كأكبر مبادرة إعلامية وروحية لإحياء مدرسة التلاوة المصرية، إذ انطلقت فكرته من رؤية وطنية تؤمن بأن مصر، بتاريخها القرآني العريق، قادرة على صناعة منصة عالمية تُعيد إلى الساحة أصواتًا تحمل نَفَس الحصري والمنشاوي وعبدالباسط، في زمن تزدحم فيه المحتويات المتدفقة ويغيب فيه التأصيل.
بدأت الفكرة داخل أروقة وزارة الأوقاف بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية، حيث جرى التخطيط لبرنامج لا يكتفي بالمنافسة، بل يؤسس لحالة ثقافية كاملة تُبرز عبقرية التلاوة المصرية وتمنح الأجيال الجديدة مدرسة تدريب احترافية قادرة على حمل الراية.
البداية: اختبارات مكثفة و14 ألف متقدم من أنحاء مصر
قبل انطلاق البرنامج على الهواء، فتحت لجان التحكيم باب التقدم لجميع الأعمار، فاستقبلت أكثر من 14 ألف متسابق مرّوا بمراحل تصفية دقيقة اعتمدت على جودة الصوت، وحسن الأداء، وإتقان الأحكام، والقدرة على تفسير المقامات القرآنية بروح معاصرة تحافظ على الوقار ولا تفقد الجمال.
هذا الإقبال الضخم كشف شغفًا كاملاً لدى الشباب، ورسالة واضحة بأن التلاوة ما زالت فنًا حيًا قادرًا على الإلهام وجذب الأجيال الحديثة.
لجنة تحكيم نخبوية تضبط معايير الجودة
تكوّنت لجنة التحكيم من نخبة من علماء القراءات وخبراء المقامات، من بينهم الشيخ حسن عبدالنبي، والدكتور طه عبدالوهاب، والداعية مصطفى حسني، والشيخ طه النعماني، بينما شارك كبار العلماء كضيوف شرف، مثل الدكتور أسامة الأزهري والدكتور علي جمعة، في صياغة الخطاب الروحي للبرنامج.
هذه التركيبة أعطت للمسابقة ثِقلًا دينيًا وفنيًا، وجعلتها أقرب إلى «أكاديمية» تخرّج قرّاء بمستويات عالمية.
جوائز ضخمة ومسار احترافي ينتظر الفائزين
خصص البرنامج جوائز مالية تصل إلى 3.5 مليون جنيه، يحصل فيها الفائز بالمركز الأول في فئتي التجويد والترتيل على مليون جنيه لكل فئة، إضافة إلى مكافأة فريدة وهي تسجيل المصحف الكامل بصوت الفائزين وبثه على قناة «مصر قرآن كريم».
كما ينال الفائز شرف إمامة التراويح بمسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان، وهو تكريم يضع القارئ مباشرة في صدارة المشهد الديني المصري.
رسالة البرنامج: صناعة جيل جديد من سفراء التلاوة
صار «دولة التلاوة» خلال أسابيعه الأولى الحدث الأبرز في الإعلام الديني، نظرًا لتقديمه حالة تجمع بين الروحانية العالية، والاحترافية الفنية، وتمكين الشباب.
فهو لا يبحث عن الصوت الجميل فقط، بل عن قارئ قادر على حمل الرسالة المصرية الوسطية وإعادتها إلى قارة آسيا وإفريقيا والعالم العربي.
وبهذه الرؤية، يتحول البرنامج إلى مشروع دولة يستعيد «زمن الكبار» ويصنع مستقبلًا يليق بتاريخ التلاوة المصرية.














0 تعليق