الأحد 16/نوفمبر/2025 - 05:38 م 11/16/2025 5:38:02 PM
في بدايات الألفية الثانية، حدثت تغييرات كبيرة داخل صفوف جماعة الإخوان الإرهابية، بعد نجاح جيل الوسط في فرض سيطرته على النقابات المهنية التي كانت سببًا في تغول الجماعة الإرهابية في بعض مؤسسات الدولة الخدمية، وكان منفذها في الوصول لقاعدة شعبية كبيرة. فيما كان مصطفى مشهور مرشدًا للجماعة، وتصريحاته الصحفية قليلة أو تكاد تكون نادرة خلال تلك المرحلة، فيما كان مأمون الهضيبي متحدثًا باسمها ونائبًا للمرشد، وكانت علاقاته مع وسائل الإعلام المصرية سيئة، فكان شديد التوتر طوال الوقت. ربما كانت إصابته بمرض السكري سببًا وراء هذه الهجمات المستمرة على وسائل الإعلام المحلية، فكانت تصريحاته اليومية متضاربة، متهِمًا الصحفيين بالفبركة، حيث كان مسؤولًا عن إعلام الإخوان.
وكانت علاقتي الصحفية بالهضيبي تسير من سيء إلى أسوأ، وذلك لتكذيب الهضيبي لكل ما يتم نشره من تصريحات على لسانه بصحيفة العربي الناصرية، وهي الصحيفة التي كانت تزعج الهضيبي رغم استمراره في التعامل معها، ربما لأنها تحمل إرث الرئيس جمال عبد الناصر وأفكاره المناهضة لفكر الجماعة الإرهابية، أو لأن حزبها رفض فضح الصفقات السرية التي كانت تُنفذ بين الإخوان والحزب الوطني الحاكم.
كنت أقوم بالاتصال بالمستشار الهضيبي بشكل دائم للحصول على أخبار الجماعة أو تلقي إجابات على ما كان يدور من أسئلة حولها. وبعد الحصول على الأخبار ونشرها، كان الهضيبي ينفي تصريحاته المنشورة في العدد السابق لصحيفة العربي، وهي مسائل، عندما تلاحق صحفيًا متخصصًا في ملف الإسلام السياسي، تُعد أمرًا مزعجًا للغاية، وبعد أن أصبحت الأخبار المنقولة على لسان الهضيبي مشكوكًا في صحتها بحسب روايته.
قررت مواجهة الهضيبي بعد معاناة، وهو ما حدث فعليًا في حضور مصطفى مشهور مرشد الإخوان، الذي كان جالسًا بصالة مكتب الإرشاد، وعليه يمينه نائبه الهضيبي، وفي مواجهته كاتب السطور. حيث طلبت تدخل المرشد لوقف التكذيب الدائم لكل ما هو منسوب لنائبه الهضيبي، فتلفت للهضيبي ضاربًا يده على مسند مقعده وصاح قائلًا: "يا مأمون، ملكش دعوة بأبننا مجدي"، ثم أدار رأسه ناحيتي بقوله: "وأنت يا مجدي.. ملكش دعوة بأمون، مأمون، يا بني كبر وخرف". هذا التصريح كان كافيًا ليكون مانشيتًا رئيسيًا للصحيفة معلنًا عن سوء العلاقة بين أعضاء مكتب الإرشاد، ولكن رفضت النشر لأن قضايا الإخوان في تلك المرحلة كانت تحتاج معالجة مهنية مختلفة.
اتهام مشهور للهضيبي بالزهايمر لم يكن مجرد "مجاملة" لصحفي حاول التبرؤ من اتهام ليس صحيحًا، ولكنها كانت حقيقة نظرًا لمرض الهضيبي بالسكري، والذي كان مؤثرًا على قدرته على التفكير والتذكر. وقد أثبتت الأيام التالية صحة ما كشفه مشهور عن نائبه، وهو ما تحقق بشكل كامل بعد تولي الهضيبي مسؤولية مكتب الإرشاد خلفًا لمصطفى مشهور، حيث وقعت العديد من الأحداث داخل وخارج جماعة الإخوان سببت أزمات للإخوان مع القوى السياسية والحزبية. كان الحزب الناصري وصحيفته هما صاحبا النصيب الأكبر في الهجوم الإخواني نظرًا للعداء التاريخي بينهما، بعد أن فتحت الصحيفة سجل الإخوان الإرهابي منذ بداية ظهورها على الساحة، مرورًا بالأحداث الدموية التي ارتكبتها الجماعة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وكانت سببًا في المحاكمات التي جرت لأعضاء وأنصار الجماعة الإرهابية.















0 تعليق