في تأكيد جديد على التزام الدولة بوعودها التنموية، نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحويل حلم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى واقع ملموس مع بداية عام 2025.
خطوة تُعد تحولًا استراتيجيًا يعزز موقع مصر كمركز لوجستي عالمي
فبعد تصريحاته الحاسمة في عام 2023 بضرورة الانتهاء من المشروع خلال عام 2025، أعلنت مصر رسميًا الانتهاء من تنفيذ المحطات البحرية داخل المنطقة الاقتصادية بشرق وغرب بورسعيد، في خطوة تُعد تحولًا استراتيجيًا يعزز موقع مصر كمركز لوجستي عالمي.
جذب استثمارات صناعية وتجارية كبرى
ويمثل هذا الإنجاز محطة فارقة في مسار تطوير قناة السويس، إذ تسهم المحطات البحرية الجديدة في زيادة القدرة الاستيعابية للموانئ، ورفع كفاءة الخدمات اللوجستية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى جذب استثمارات صناعية وتجارية كبرى.
كما يعكس المشروع رؤية القيادة السياسية لتعزيز دور مصر في حركة التجارة العالمية وإعادة رسم خريطة الاستثمار بالمنطقة.
خطوات عملية تعكس قوة الإرادة السياسية وقدرة الدولة على الإنجاز
ويؤكد تدشين هذه المحطات أن الدولة ماضية في تنفيذ خططها الزمنية بدقة، وأن رؤية 2025 ليست مجرد شعارات، بل خطوات عملية تعكس قوة الإرادة السياسية وقدرة الدولة على الإنجاز رغم التحديات الاقتصادية العالمية.
الرئيس السيسي يشهد افتتاح عدد من المحطات البحرية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
شهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، افتتاح عدد من المحطات البحرية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في ميناء شرق بورسعيد.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن برنامج الاحتفال استُهل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها عرض فيلم تسجيلي بعنوان «10 سنوات من الإنجازات»، تلاه كلمة ألقاها السيد كيث سفندسن، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «إيه. بي. موللر – ميرسك» والرئيس التنفيذي لمجموعة «إيه. بي. موللر – تيرمينالز»، حيث أشاد بالدور المحوري للسيد الرئيس ولمصر في استضافة قمة شرم الشيخ للسلام، مؤكداً أن ذلك يعكس قيادة مصرية فاعلة في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط. كما نوّه إلى التعاون المثمر بين هيئة قناة السويس والشركة، والذي أسفر عن نتائج إيجابية ملموسة على مدار سنوات عمل الشركة في مصر، معلناً اعتزامها زيادة استثماراتها خلال الفترة المقبلة، وموجهاً الشكر للحكومة المصرية على ما تقدمه من تسهيلات.
وفي السياق ذاته، ألقى السيد أوليفير دي نوراي، رئيس مجلس إدارة شركة قناة السويس لتداول السيارات «سكات» والرئيس التنفيذي لموانئ AGL، كلمة أعرب خلالها عن تقديره لرؤية السيد الرئيس وتصميمه على تنفيذ مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما جعل المنطقة بوابة استراتيجية على أفريقيا والمناطق المحيطة. وأكد أن شركة «سكات» بمشروعاتها في مصر ستكون منصة لإنتاج السيارات وتصديرها للعالم. عقب ذلك، جرى افتتاح محطة تداول السيارات عبر تقنية الفيديو كونفرانس. كما ألقى السيد طارق فتحي، رئيس مجموعة شركات سكاي بورتس المصرية، كلمة أكد فيها أن مشروعات المجموعة في مصر ستساهم في تحويل البلاد إلى مركز لوجستي عالمي، ثم تم افتتاح المحطة متعددة الأغراض عبر الفيديو كونفرانس.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الفعالية شهدت عرضاً لفيلم تسجيلي عن منطقة شرق بورسعيد المتكاملة، تلاه عرض قدّمه السيد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أكد فيه أن العام الجاري يُعد عاماً استثنائياً في مسيرة الهيئة. وأوضح أن ميناء شرق بورسعيد يُصنَّف كأول ميناء حاويات في أفريقيا والثالث عالمياً، مشيداً برؤية السيد الرئيس في إنشاء المنطقة الاقتصادية رغم التحديات، وموجهاً الشكر لأجهزة الدولة على جهودها في تطوير وتأمين المرافق التي ربطت شرق القناة بغربها، بما يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات.
كما استعرض استراتيجية الهيئة في جذب الاستثمارات، مشيراً إلى أنه، في الفترة من عام 2016 وحتى عام 2025، تم توفير أكثر من 136 ألف فرصة عمل مباشرة، وجذب استثمارات بقيمة 11.6 مليار دولار، مع التركيز على توطين الصناعة، بما في ذلك في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر وفقاً لاستراتيجية مصر الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون. وفي ختام كلمته، قدّم السيد وليد جمال الدين هدية تذكارية للسيد الرئيس في شكل مجسم لسفينة فرعونية.
عقب ذلك، ألقى الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، كلمة استعرض خلالها استراتيجية الدولة لتطوير الموانئ، مؤكداً أن مصر أصبحت مركزاً إقليمياً للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت. وأشار إلى أنه تم تطوير 14 ميناء وإنشاء 5 موانئ جديدة ضمن خطة شاملة تستهدف جعل مصر أحد أهم المراكز العالمية في مجال النقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت.
وخلال الاحتفال، أدلى السيد الرئيس بمداخلة أكد فيها أن ما تحقق من أعمال تطوير جاء بجهد مشترك، مشيراً إلى الفرص الواعدة التي تتمتع بها مصر بفضل موقعها الجغرافي المتميز ووجود قناة السويس كممر ملاحي عالمي.
كما أشار إلى أنه كانت توجد تحديات في عام 2015 أمام تنفيذ مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلا أن الإرادة والعمل الجاد مكّنا الدولة من تحقيق الأهداف المرجوة. وأكد ضرورة مواصلة السعي حتى تأخذ مصر مكانتها الطبيعية بين الدول، خاصة في مجال النقل واللوجستيات.
ووجّه الرئيس الشكر لشركة ميرسك على وفائها بالتزاماتها، مشيراً إلى تطلع مصر إلى زيادة استثمارات الشركة وغيرها من المستثمرين، مؤكداً أن الدولة ستقدم كل التسهيلات ذات الصلة لتحقيق ذلك، ومطالباً بإنجاز المشروعات بمعدلات أسرع.
وشدد على أن مصر تشهد اليوم ثمرة الإنجاز في قطاعات الموانئ والسكك الحديدية والطرق والمحاور والطاقة. كما ثمّن دعم الشعب المصري وصلابته في مواجهة التحديات، داعياً إلى مواصلة البذل لتحقيق المزيد من الإنجازات لصالح الأجيال الحالية والقادمة.
واختُتمت الفعاليات بالتقاط صورة تذكارية جمعت الرئيس مع السادة الوزراء وقيادات وأعضاء شركة ميرسك العالمية.













0 تعليق