بعد 23 عاماً من الجدل وبعد أن كانت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية FDA ووزارة الصحة الأمريكية ترفعان التحذيرات وتؤكدان أنّ فوائد العلاج الهرموني تفوق مخاطره للنساء ما بين الخمسين والستين.
ففي خطوة تُعد من أهم التحولات الطبية خلال العقدين الأخيرين، أعلنت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) إعادة الاعتراف بالعلاج الهرموني التعويضي (HRT) كخيار آمن وفعّال للسيدات دون سن الستين.
القرار جاء بعد 23 عامًا من التحذيرات التي أوقفت استخدام الهرمونات تقريبًا حول العالم، لتعود الجهات الصحية اليوم وتؤكد أنّ مزايا العلاج تفوق مخاطره بشكل واضح عند استخدامه تحت إشراف طبي.
كانت القصة قد بدأت عام 2002 عندما نشرت دراسة “مبادرة صحة المرأة” (WHI) في مجلة JAMA نتائج صادمة أفادت بوجود مخاطر متزايدة للإصابة بسرطان الثدي والجلطات القلبية والدماغية لدى السيدات اللواتي يستخدمن الهرمونات البديلة، هذه النتائج أحدثت ضجة عالمية أدّت إلى توقف شبه كامل للعلاج الهرموني في معظم الدول.
لكن ما بين 2002 و2025، أعادت عشرات الدراسات تقييم النتائج، لتتضح صورة مختلفة تمامًا: فقد وُجد أن العلاج الهرموني آمن وأكثر فائدة عند استخدامه قبل سن الستين أو خلال السنوات الأولى بعد انقطاع الدورة الشهرية.
كما أثبتت الأبحاث دوره الكبير في منع هشاشة العظام، وتقليل مخاطر الأزمات القلبية، وتحسين الصحة الجنسية وجودة الحياة لدى النساء اللواتي يعانين من أعراض سنّ اليأس.
ويؤكد أطباء النساء أنّ السنوات الماضية شهدت معاناة كبيرة لعدد هائل من السيدات ممن حُرمن من العلاج الهرموني رغم حاجتهن إليه، ما أثّر في عظامهن وحياتهن الصحية والنفسية.
أما اليوم، فالعلاج الهرموني يعود من جديد، لكن بطريقة أكثر دقة وتحت إشراف طبي كامل يراعي احتياجات كل سيدة وحالتها الصحية.
الطبّ يتغيّر والعلم يعيد تصويب مساره، وفي عالم تتجدد فيه الاكتشافات كل يوم، تعود الهرمونات البديلة لتقدّم حلًا طال انتظاره، وتعيد التوازن إلى حياة ملايين النساء حول العالم.








0 تعليق